للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبي عبد الله مالك" (١٦)، ومن الله أسأل المثوبةَ عليه، والتوفيقَ للأَعمال الصالحة التي تقرب إليه: وهو المسؤولُ أن يجعلنا ممن أحبَّ في ذاته وودَّ وعقد على المصافاة في مرضاته وشدَّ، وسعى في كون صلته طاعة لله وجدّ (١٧)؛ لا إله إلا هو السميع البصيرُ، فنعم المولى ونعم النصير.


(١٦) أبو عبد الله مالك بن أَنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحرث الأصبحي المدني، فقيه الأمة، وإمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، كان صلبا في دينه، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا سلطة جائر؛ وهب نفسه لخدمة السنة النبوية، وتثبيت الشريعة الإسلامية، وحاول اكتناه أسراراها، والغوص على لآلئها، وتقنين فقهها، قال الإمام الشافعي في حقه: "إذا ذكر العلماء فمالك النجم"! .
وكفاه تقديرًا وثقة أن أصح الأسانيد -كما قال البخاري -: ما رواه مالك عن نافع عن ابن عمر، وهو الإسناد المعروف عند المحدثين بالسلسلة الذهبية.
وكتابه "الموطأ" يقول فيه ابن العربي: "أنه أول كتاب ألف في الإسلام، بناه عل تمهيد الأصول للفروع، ونبه فيه على معظم أصول الفقه.
وقد تتبع ذلك القاضي ابن العربي في كتابه "القبس" واستخرج من نصوصه (الموطأ) الأصول التي بنى عليها مالك مذهبه.
ولد مالك -رحمه الله- سنة (٩٣ هـ) على الأصحّ، وتوفي سنة (١٧٩). انظر في ترجمته: تذكرة الحفاظ للذهبي ج ١ ص: ٢٠٧. الانتقاء ص: ٤٧ - ٩. ترتيب المدارك ج ١ ص: ١٠٤ - ١٩٣. الديباج ٧ ١ - ٣٠. تهذيب التهذيب ج ١٥ ص: ٥.
مفتاح السعادة ج ٢ ص: ٨٦.
(١٧) هذه العبارات: "أحب في ذاته" "عقد على المصافاة في مرضاته". "وسعى في كون صلته طاعة لله ... ، "تبدو عليها نفحة صوفية، علما بأن عصره قد طغت عليه روح التصوف، وبزغ فيه علماء متصوفة، كأبي عبد الله السنوسي، والعلامة الشيخ أحمد زروق الفاسي ....
وكان للمؤلف - مع بعضهم - صلات وثيقة، وخاصة: الأخير منهم.