للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بلده ومولده]

ولد أبو العباس الونشريسي في بلده (٥) (ونشريس): أصله الأول (٦)، وموطن آبائه وأجداده، ويبدو أنه انتقل مع أسرته إلى (العاصمة) -تلمسان- وهو بعد حدث صغير لم يتجاوز الخامسة أو السادسة من عمره، ولعل الاضطرابات المتكررة التي عرفها جبل ونشريس، وعدم توفر الأمن والطمأنينة فيه، واستيلاء الحفصيين عليه مرات عديدة، وإرغام أهله على طاعتهم في كل مرة، مما دفع بأسرة أبي العباس إلى مغادرة بلدها (ونشريس) بعد أن سئمت الحياة المضطربة فيه، وحطت الرحال بـ (تلمسان) العاصمة الإدارية والعلمية آنذاك، واستقرارها بها نهائيا.


(٥) في أزها الرياض ج ٣: ٦٥ - : (الونشريسي الأصل والمولد، التلمساني المنشأ والقراءة، الفاسي الاستيطان) وتابعه على ذلك صاحب السلوة ج ٢/ ١٥٣، واقتصر المقري في النفح ج ٥/ ٣٤٠ على قوله: (الونشريسي، ثم التلمساني، نزيل فارس) ولعله أخذ ذلك من عبارة أبي العباس نفسه، في كتابه "المنهج الفائق" ص: ٢ الونشريسي الأصل، التلمساني المنشأ، الفاسي الاستطيان والقرار، وفي "نظم الدر" الونشريسي الأصل، الفاسي الاستطيان. وعليه فما ذكره الكتاني في فهرس الفهارس ج ٢ ص: ٤٣٨، والحجوي في الفكر السامي ج ٤ ص: ٩٩، وكحالة في معجم المؤلفين ج ٢ ص: ٢٠٥ - من أنه تلمساني الأصل- وهم، وأبعد في النجعة صاحب هدية العارفين ج ١ ص ١٣٨ فذكر أنه تلمساني الأصل والوفاة ولعل هذا ما أوقع الأستاذ حجي في خطأ، حيث ذكر في مقدمة كتاب (ألف سنة من الوفيات) ص: ٤ أن أبا العباس الونشريسي ولد بتلمسان.
(٦) قال في "المعيار" ج ٢ ص: ٣٠١ "سؤال ورد على تلمسان سنة ٨٧٥ - من بلدنا (جبل ونشريس). وقال في "المنهج الفائق" ص ٨ م ٤٤ (سئل بلدينا أبو علي الحسن بن عطية الونشريسي.