للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودفن بباب الفتوح (٥٩) - قرب ضريح الولي الصالح محمد بن عباد. (٦٠)

[شخصيته وثقافته]

إذا كان المراد بالشخصية عند علماء النفس: "هو جميع الصفات الجسمانية والوجدانية والعقلية والخلقية في حالة تفاعلها بعضها مع بعض، وتكاملها في شخص معين يعيش في بيئة اجتماعية معينة (٦١) "، فتطبيق هذا للتعرف والتعريف بشخصية أبي العباس الونشريسي، يكاد يكون من ضرب المستحيلات، لكون حل المصادر الموجودة بين أيدينا لم تشر إلي تلك الجوانب، ولا لمراحل حياته -في بيئته الأولى وحتي التي حاولت ذلك فأنها شحيحة لغاية، بحيث لا تكفي لتقديم صورة- ولو شبه متكاملة، ومع ذلك سأحاول- في هذه العجالة القصيرة- أن أستشف بعض الملامح الجسمانية والخلقية


(٥٩) أشار إلي ذلك الشيخ المدرع في منظومته حين يقول- وهو يذكر المقبورين داخل باب الفتوح:
والعالم العلامة المدقق ... الواصل المقرب المحقق
أحمد الونشريسي الحبر الكبير ... حصن الشريعة المعظم الخطير
انظر "السلوة" ج ٢ ص: ١٥٤.
(٦٠) وفي مقدمة "المعيار" ج ١ ص - ٥ - أن بعض فضلاء فاس زكر أن قبره بكدية البراطيل قرب ضريح سيدي محمد بن عباد علي حافة الطريق المار إلي باب الفتوح من جهة باب الحمراء، وقد تجدد موقع قبره بعد الاستقلال حيث كتب عليه في لوحة نصبت علي مقدمته.
(٦١) الدكتور يوسف مراد، "مباديء علم النفس العام" دار المعارف، الطبعة الأولى - سنة ١٩٤٨ ص: ٣٣٧.