للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما منزلة مترجمنا (أبي العباس الونشريسي) - في أعلام عصره، فإنه لا يقل شأنا عن هؤلاء، وأولئك، وربما فاق الكثير منهم في الفقه، وكيف لا؟ - وقد حمل لواء المذهب المالكي- في عهده بدون منازع، وكفى دليلا- شهادة ابن غازي القائل فيه: "لو أن رجلا حلف بطلاق زوجته أن أبا العباس الونشريسي، أحاط بمذهب مالك: أصوله وفروعه، لكان بارا في يمينه (١٠٣) ".

[مميزات العصر الوطاسي]

والعصر الوطاسي -رغم قصره- يمتاز بمميزات، منها:

١ - ازدهار علوم القراءات في هذا العصر، الذي يعتبر -بحق- عصرها الذهبي، سواء في ذلك الحواضر والبوادي، ومن القراء البارعين في هذا المضمار أبو عبد الله محمد بن أبي جمعة السماتى الهبطي (ت ٩٣٠ هـ (١٠٤)) الذي وضع وقف القرآن، وانتشر بسرعة فائقة، ولا زال عمل الناس به إلى اليوم (١٠٥).

٢ - حركة التأليف في: الجهاد والحض عليه، وأبرز من ألف في هذا الباب، العالم الصوفي المتفنن: أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم، المعروف بابن جبيش التازي


(١٠٣) انظر "دوحة الناشر" ص: ٣٧.
(١٠٤) انظر في ترجمته: الجذوة ص: ٢٠٤، والسلوة ٢/ ٦٧، والأستاذ سعيد أعراب مجلة دعوة الحق س ١١ ع ٤ ص: ٩١ وع ٨ ص ١٠٤، وع- ٩ - ١٠ ص: ١٢٦.
(١٠٥) انظر نفس المصدر.