للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهل المغرب]

لا يكاد يختلف سكان المغربين: -الأوسط والأقصى- في عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم، وطبائعهم، ومشاربهم عن بعضهم البعض، إذ ضمتهم راية واحدة في أكثر حقب التاريخ: (٤٧).

[في المعاش والعمران]

عرفت فاس (٤٨) وتلمسان (٤٩) نوعا من الرخاء المادي والاقتصادي، فانتشرت -في العاصمتين- الفنادق، والحمامات، ودور الدباغة، ومصانع الصابون، والقيسريات ودور سك العملة والصناعة (٥٠) ... مما يؤكد رخاء البلدين، وازدهار المجتمعين، إلا أنهما شغلا - معظم هذا القرن (التاسع الهجري، والرابع عشر الميلادي) - باضطرابات وفتن داخلية، وحروب غير متكافئة القوى مع العدو، مما جعل نضارة العيش تكتئب، والاقتصاد الداخلي يتدهور فالفلاحة قليلة، والصناعة تكاد تكون معدومة، لعدم توفر الأمن والاستقرار والتجارة الخارجية متقلصة للغاية، نتيجة احتلال المرافئ المغربية الهامة، واحتكار المحتلين للمبادلات التجارية مع الخارج، وتدفق بضاعاتهم


(٤٧) تدخل الجزائر في تاريخها المشترك مع المغرب في بداية الدولة الإدريسية سنة ١٧٢ هـ- ٧٨٨ م- انظر الأنيس المطرب ١/ ٢٢ طبع الرباط، وتاريخ الجزائر العام ١/ ١٤٦ - ١٤٧، والاستقصا ١/ ١٥٧.
(٤٨) انظر وصف فاس لليون الإفريقي- حياة الوزان الفاسي وآثاره ص: ٧٧ - ٨٠ - المطبعة الاقتصادية الرباط.
(٤٩) انظر وصف تلمسان وحضارتها- تاريخ الجزائر العام ج ٢ ص ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٥٠) انظر بحث الأستاذ المنوني (ملامح من تطور المغرب العربي) السالف الذكر.