للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على الداخل بأثمان باهضة، علاوة على ما أخذ المغرب يتحمله من تكاليف حرب دفاعية طويلة المدى (٥١)، ولا سيما حينما رأى المحتل يقضي على المعالم الحضرية المغربية، بتخريبه المدن الواقعة على ساحل المتوسط والأطلسي، (٥٢) ويعيد بناءها على الطراز الأجنبي (٥٣).

[- الروح الدينية]

كان لسقوط غرناطة -آخر معقل لدولة الإسلام بالأندلس- في أيدي إسبانيا المتعصبة، وتحويل المساجد الإسلامية إلى كنائس مسيحية، وإدخال أهلها قسرا في حظيرة النصرانية، وصب أبشع أساليب التعذيب والتنكيل على من آثر الاحتفاظ بدينه، وما تلا ذلك من مآسي مروعة، تندمل لها القلوب الحية. وتصاعد الحملات الصليبية على أقطار المغرب العربي، وانتصارها في أغلب الأحيان؛ كان لذلك كله- أثره الفعال في نفوس المسلمين عامة، ومسلمي المغرب العربي بصفة خاصة؛ إذ تزعزعت عقيدة الكثيرين منهم، وضعفت فيهم الروح الدينية، وجرفتهم روح الجاهلية، بالتجائهم إلى القبور والأضرحة، وتنجيسهم لها بدم ذبائح النذور والتمسح بجدرانها ... للاستغاثة بها، كأنهم لم يسمعوا قول الله جل علاه:


(٥١) المرجع السابق.
(٥٢) فعلى شاطئ المتوسط، خرب الأسبان تطوان القديمة، وتيجيساس، وبادس القديمة، وعلى المحيط الأطلسي، خرب البرتغال مدينة آنفا والجديدة وسواهما.
(٥٣) راجع بحث الأستاذ المنوني السالف الذكر.