للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا} (٥٤) ".

وانبث الأدعياء وأهل الضلال والشعوذة، في جهات مختلفة، وكمثال على ذلك ظهور عمرو بن سليمان السياف الذي ادعى ادعاءات، من ضمنها: "أن أحكام الكتاب والسنة ارتفعت، ولم يبق إلا ما يقوله له قلبه (٥٥)! {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَال أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيهِ شَيءٌ} ". (٥٦).

وفي نفس التاريخ أطل من جبل (ونشريس) دعى آخر (٥٧)، يضرب على نفس الوتر؛ فانساقت الغوغاء وراء كل ناعق وكفر من كفر، {وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيئًا} (٥٨).

وإلى جانب ذلك، ظهرت مدارس للتصوف الإسلامي، وبتعبير أصح، مدارس سلفية بعيدة عن الزيف والتضليل، جعلت وكدها إصلاح المجتمع وانقاذه من أدعياء الزيغ والكفريات، وتطهير العقول من البدع والخزعبلات، وصقل القلوب باتباع الشريعة المحمدية، أمثال مدرسة الجزولي (٥٩) -


(٥٤) الآية (١١) سورة الفتح.
(٥٥) انظر الاستقصا ج ٤ ص: ١٢٢ - ١٢٣.
(٥٦) الآية (٩٣) سورة الأنعام.
(٥٧) انظر المعيار للمترجم له ج ٢ - ٣٠١.
(٥٨) الآية (١٤٤) سورة آل عمران.
(٥٩) انظر "ممتع الأسماع" ص: ٣ - ٦ و "المرآة" ص: ١٩٣ - ١٩٤.