للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جاء جبار بن صخر فتوضأ ثم جاء فقام عن يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأيدينا جميعاً فدفعنا حتى أقامنا خلفه» (١).

وعن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم نافلة فجعل أنساً عن يمينه وجعل أم أنس وأختها أم حرام خلفهم (٢).

وفي حديث آخر لأنس أنه وقف هو واليتيم خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - والعجوز من ورائهم، وهو في «الصحيح» أيضاً (٣).

قال - رحمه الله -: (وإمامةُ النساءِ وسط الصفِّ)

ليس في هذا حديث صحيح، وإنما صحّ عن أم سلمة وعائشة أنهما فعلتا ذلك (٤).

جاء عن عائشة من طرق يصح بمجموعها، وجاء عن أم سلمة من طريقين يصح بهما، ولا يوجد ما يخالف فعلهما.

قال: (وتُقَدَّمُ صُفوفُ الرِّجالِ، ثم الصبيانِ، ثم النساءِ)

اعتمد المؤلف في تفريقه صفوف الصبيان عن صفوف الرجال على حديث أبي مالك الأشعري، «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يجعل الرجال قدّام الغلمان، والغلمان خلفهم، والنساء خلف الغلمان» (٥).

ويخالفه حديث أنس المتقدم، أنه وقف خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - هو واليتيم، وأم سليم من خلفهم وهو في «الصحيحين».

فيدل ذلك على أن الصبيان يصفّون مع الرجال، والنساءُ من خلفهم.

قال - رحمه الله -: (والأحقُّ بالصفِّ الأوَّلِ أولو الأحلامِ والنُّهى)


(١) أخرجه مسلم (٣٠١٠) عن جابر - رضي الله عنه - مطوّلاً، وأخرجه البخاري (٣٦١).
(٢) أخرجه مسلم (٦٦) عن أنس - رضي الله عنه -.
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) تقدم تخريج أثر عائشة، وأما أثر أم سلمة، فأخرجه الشافعي في «مسنده» (٣٠٣ - ترتيب سنجر)، وابن أبي شيبة (١/ ٤٣٠)، وعبد الرزاق (٣/ ١٤٠)، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٣/ ١٨٧) وغيرهم.
(٥) ضعيف. أخرجه أحمد في «المسند» (٢٢٨٩٦)، وأبو داود (٦٧٧)، وابن ماجه (٤١٧) عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه -. في سنده شهر بن حوشب.

<<  <   >  >>