للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا لعروة: إن أخاك يوم خَسَفَت الشمس بالمدينة لم يزد على ركعتين مثل الصبح، قال: أجل، لأنه أخطأ السنة (١).

ثم بعد ذلك يخطب، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب بهم بعد الصلاة وذكرهم وحثهم على الدعاء والصدقة والاستغفار والصلاة، كما في «الصحيحين»، فقد بوّب عليها الإمام البخاري باباً (٢).

قال رحمه الله: (ونُدِبَ الدُّعاءُ والتَّكْبيرُ والتَّصَدُّقُ والاستغفارُ)

أي ويستحب ذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «هذه الآيات التي يرسل الله لاتكون لموت أحد ولا لحياته، ولكن يخوّف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره» وهو في «الصحيح» (٣).

وفي رواية «فافزعوا إلى الصلاة» وهو في «الصحيحين» (٤).

وفي رواية: «فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا» وهي في «الصحيحين» أيضاً (٥).

قال المؤلف - رحمه الله -: (باب صلاة الاستسقاء)

و(الاستسقاء)، طلب السُقيا من الله تعالى عند قَحْط المطر.

ودليل مشروعيتها، فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لها كما سيأتي في الحديث.

قال المؤلف: (يُسَنُّ عِنْدَ الجَدْبِ ركعتانِ بَعْدَهُما خُطْبَةٌ تتضمن الذِّكْرَ والتَّرْغيبَ في الطاعةِ، والزَّجْرَ عن المعصيةِ، ويَسْتَكْثِرُ الإمامُ ومَنْ مَعَهُ مِنَ الاستغفارِ والدعاءِ برفعِ الجَدْبَ)

صلاة الاستسقاء سنة، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعلها ولا يوجد ما يدل على الوجوب.

وتسن عند الجدب أي عند انقطاع المطر، ويبس الأرض (٦).


(١) أخرجه البخاري (١٠٤٦).
(٢) «صحيح البخاري» كتاب الكسوف، باب خطبة الإمام في الكسوف (٢/ ٣٥ - طوق النجاة)
(٣) أخرجه البخاري (١٠٩٥)، ومسلم (٩١٢) من حديث أبي موسى - رضي الله عنه -.
(٤) أخرجها البخاري (١٠٤٧)، ومسلم (٩٠١).
(٥) أخرجها البخاري (١٠٤٤)، ومسلم (٩٠١).
(٦) أخرجه البخاري (٩٣٣)، ومسلم (٨٩٧) من حديث أنس - رضي الله عنه -، وفي «الصحيحين» أحاديث أخرى كثيرة عن عدد من الصحابة.

<<  <   >  >>