للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما صفتها، فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه صلاها على كيفيات مختلفة موجودة في الصحيح وغيره.

ومنها حديث سهل بن أبي حثمة في «صحيح مسلم».

وصفتها، صفت طائفة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ووقفت طائفة مواجهة للعدو، ثم صلى بهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ركعة ثم ثبت قائما للركعة الثانية، فأتم المؤتمون لأنفسهم، ثم انصرفوا، وصفّوا في مواجهة العدو، وجاءت الطائفة الأخرى وصلوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ثبت جالسا وأتموا هم ركعة ثم سلّم بهم (١).

ولها صور أخرى كما ذكر، يصلي الإمام بالمسلمين بالصورة التي تناسب المعركة.

قال المؤلف -رحمه الله -: (وإذا اشتَدَّ الخوفُ والَتَحَم القِتالُ صلاها الراجلُ والرَّاكِبُ، ولو إلى غيرِ القِبْلَةِ، ولو بالإيماءِ)

وهذه الحالة هي التي تسمى عند أهل العلم صلاة المسايفة التي يلتقي فيها المسلم مع عدوه، فلا يمكن في هذه الحالة أن تُصلى الصلاة على صورتها المعروفة، فخُفّف فيها، في عددها وفي هيئتها.

فتصلى ركعة واحدة كما صحّت بذلك الأحاديث، ولو إلى غير القبلة، وتصلى إيماء، أي تحرك رأسك إلى الأسفل عند الركوع والسجود.

وقوله (الراجل والراكب) أي الماشي على قدميه أو الراكب على دابته.

عن ابن عمر قال: «فإن كان خوف هو أشد من ذلك، صلوا رجالاً قياما على أقدامهم، أو ركبانا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها. قال مالك: قال نافع: لا أُرى عبد الله بن عمر ذكر ذلك إلا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢).

وأما الركعة الواحدة، فلقول ابن عباس: «فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعا، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة» (٣).


(١) أخرجه مسلم (٨٤١) عن سهل بن أبي حثمة.
(٢) أخرجه البخاري (٤٥٣٥).
(٣) أخرجه مسلم (٦٨٧).

<<  <   >  >>