فالرَّملُ يكون في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، وفي الشوط كلّه من أوله إلى آخره من الحجر الأسود إلى الحجر الأسود.
والرَملُ خاص بطواف القدوم وطواف المعتمر فقط، هذا ما فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ومن سنن الطواف: الاضطباع، هذه السنة لم يذكرها المصنف - رحمه الله -.
والاضطباع، أن يتوشّح بردائه، أي يلف نفسه به من الأعلى، ويُخرِجُه من تحت إبطه الأيمن، ويلقيه على منكبه الأيسر ويُغطيه بالرداء، ويكشف منكبه الأيمن.
وهذه سنة من سنن الطواف خاصة بالرجال، كما أن الرَّملُ خاص بالرجال، وهذه السنة - وهي الاضطباع - خاصة بطواف القدوم وطواف العمرة فقط.
ولكنّه يختلف عن الرَّملِ بأنه يكون في الأشواط كلّها، وأما الرَّملُ فيكون في الأشواط الثلاثة فقط.
وقد ثبت الاضطباع عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ففي «سنن أبي داود»: أنه اضطبع وطاف مضطبعاً (١).
وقال المصنف رحمه الله: (ويُقَبِّل الحجر الأسود أو يستلمه بِمِحجَنٍ ويُقَبِّل المِحْجَنَ ونحوه).
(الحجر الأسود) معروف عند الركن الذي بجانب باب الكعبة، ويسمى الركن اليماني.
فإذا بدأت بالطواف ومشيت، فإن أول ركن يلقاك بعد ركن الحجر الأسود هو الركن العراقي، ثم الذي بعده الركن الشامي، ثم الذي بعده أيضاً الركن اليماني، فالركن الأول ركن الحجر الأسود ثم الركن العراقي ثم الركن الشامي ثم الركن اليماني، والبعض يسمي ركن الحجر الأسود والذي يليه من الجهة الأخرى الركنان اليمانيان، بينما الركن العراقي والشامي، الركنان الشاميان.
و(المِحْجَن) عصا منحنية الرأس.
فيبدأ المُحرِم الذي يريد الطواف بالحجر الأسود، فيقف أمام الحجر بكل بدنه ويُقبِّل الحجر إن استطاع من غير مزاحمة الناس، وإن لم يستطع فيستلمه - أي يمسحه بيده - ويُقَبِّل يده،
(١) أخرجه أحمد (٢٩/ ٤٧٥)، وأبو داود (١٨٨٣)، والترمذي (٨٥٩)، ابن ماجه (٢٩٥٤).