للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والإماء جمع أمة، وهي المرأة ذات العبودية، أي المرأة المملوكة التي تباع وتشترى.

قال رحمه الله تعالى: (يجبُ استِبراءُ الأمةِ المَسبيَّةِ والمُشتراةِ ونحوِهما: بحيضةٍ إن كانت حائضاً، والحاملِ بوضعِ الحملِ، ومُنقطعةِ الحيضِ حتى يتبيّن عدمُ حملِها)

تملك النساء يحصل بعدة طرق منها: السبي أو الشراء أو الميراث أو غير ذلك.

ومعنى السبي أن تؤسر المرأة في الحرب، فهذه تعتبر سبيَّة.

وإذا ملكتَ المرأة وصارت أمة لك جاز لك جماعها بدون أن تتزوجها.

فإذا أُخذت المرأة سَبِيَّةً أو اشتُرِيت شراءً أو أُهديت إليك من أحدهم، بغض النظر عن طريقة وصولها إليك، لكن إن صارت أَمة لك يحل لك وطؤها ولكن قبل ذلك يجب استبراؤها، ولا يجوز جماعها حتى يستبرءها، والاستبراء يختلف على حسب حال الأَمة، فإذا كانت حائضاً يستبرؤها بحيضة، فإذا حاضت حيضة ثم طهرت، فله أن يجامعها؛ لأننا نكون قد علمنا أنه لا حمل في رحمها، وهذا لكي لا يحصل اختلاط في الأنساب.

وإذا كانت حاملاً فتُستبرأ بوضع الحمل.

وإذا انقطع حيضها لعلة، فلا يقربها حتى يتبين له أنها ليست حاملا، متى ظهر له أنها ليست حاملا له أن يجامعها.

أخرج مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بعث جيشا إلى أوطاس، فلقوا عدوا، فقاتلوهم فظهروا عليهم، وأصابوا لهم سبايا، فكأن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين، فأنزل الله عز وجل في ذلك: {والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم} [النساء: ٢٤]، أي: فهن لكم حلال إذا انقضت عدتهن» (١).

وأخرج أبو داود وغيره عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير حامل حتى تحيض حيضة «(٢) قاله في سبايا أوطاس.

وقال ابن المنذر رحمه الله: «وأجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم على منع أن يطأ الرجل جارية يملكها من السبي وهي حامل حتى تضع حملها، ولا حائل حتى تحيض


(١) أخرجه مسلم (١٤٥٦).
(٢) أخرجه أحمد (١١٢٢٨)، وأبوداود (٢١٥٧) من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>