للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القَوِيُّ والضَّعيفُ، ومَن قاتلَ وَمَن لم يُقاتِل)

أصل الغنيمة في اللغة: الربح والفضل - أي الزيادة-.

وفي الاصطلاح: ما أُخذ من أموال المشركين بقتال.

وقد أباحها الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن كانت محرمة على مَنْ قبلهم من الأمم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِي الغَنَائِمُ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ» (١).

وأما كيفية تقسيم الغنائم، فقد ذكرها المؤلف.

تقسَّم أولاً إلى خمس حصص متساوية، أربعة منها يأخذها الجيش، للفارس ثلاثة أسهم، وللراجل سهم واحد.

الفارس: الذي يقاتل على فرسه، له سهم ولفرسه سهمان.

والراجل: الذي يقاتل على رجليه، لا يركب فرساً، له سهم واحد.

اليوم لا يوجد حُصُنْ، حُصُنْ جمع حصان، جمع حصان: يقال: حُصُنْ، وأَحصِنة.

المشهورة عند أهلنا: حصن، فهي عربية صحيحة.

اليوم لا يوجد حُصُنْ، يوجد دبابات وطائرات.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: فإذا قال قائل: فماذا تقولون في حروب اليوم؟ فالناس لا يحاربون على خيل وإبل، بل بالطائرات والدبابات وما أشبهها؟ .

فالجواب: يقاس على كل شيء ما يشبهه، فالذي يشبه الخيل الطائرات؛ لسرعتها وتزيد ـ أيضاً ـ في الخطر، والذي يشبه الإبلَ الدباباتُ والنقلياتُ وما أشبهها، فهذه لصاحبها سهم ولها سهمان، والراجل الذي يمشي على رجله مثل القناصة له سهم واحد.

فإن قال قائل: الطيار لا يملك الطائرة، فهل تجعلون له ثلاثة أسهم؟ .

نقول: نعم نجعل له ثلاثة أسهم؛ سهم له وسهمان للطائرة، وسهما الطائرة يرجعان إلى بيت المال؛ لأن الطائرة غير مملوكة لشخص معين، بل هي للحكومة، وإذا رأى ولي الأمر أن


(١) أخرجه البخاري (٤٣٨)، ومسلم (٥٢١)

<<  <   >  >>