للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قتل أباه يوم بدر وفيه نزل قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ … } (المجادلة: ٢٢) غير صحيح.

قال العوشن (١): (قال الحافظ ابن حجر (في الفتح) في مناقب أبي عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه-: (وقُتل أبوه كافرًا يوم بدر، ويقال: إنه هو الذي قتله، ورواه الطبراني وغيره من طريق عبد الله بن شوذب مرسلًا). (٢)

وقال -رحمه الله- في (التلخيص): (روى الحاكم والبيهقي منقطعًا عن عبد الله بن شوذب قال: (جعل أبو عبيدة بن الجراح ينعت الآلهة لأبي عبيدة يوم بدر، وجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قصده أبو عبيدة فقتله) وهذا معضل، وكان الواقدي ينكره ويقول: مات والد أبي عبيدة قبل الإِسلام). (٣)

وقال في (الإصابة) في ترجمته: (ويقال: إنه قتل أباه يوم بدر ونزلت فيه {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ … } وهو فيما أخرجه الطبراني بسند جيد عن عبد الله بن شوذب قال: (جعل والد أبي عبيدة يتصدى لأبي عبيدة يوم بدر فيحيد عنه، فلما أكثر قصده فقتله فنزلت). (٤) وأقوال الحافظ الثلاثة في (الفتح)، وفي (التلخيص)، وفي (الإصابة) ووصفه للخبر بأنه مرسل، وفي الأخرى بأنه معضل، وفي الثالثة بأنّ سند جيد لا تعارض بينها عند التأمل.

وعبد الله بن شَوْذب أكثر الأئمة على توثيقه، لكن الخبر منقطع، وابن شوذب وُلد سنة ٨٦ هـ، ومات سنة ١٤٤ هـ، وقيل: ١٥٦ هـ. (٥) ولذا قال ابن الملقِّن: (وهذا مرسل على قول الأكثر، وعلى قول من زعم أن المرسل


(١) ما شاع ولم يثبت في السيرة للعوشن ص (١٢٥).
(٢) فتح الباري (٧/ ٩٣).
(٣) التلخيص الحبير (٤/ ١١٣)، التهذيب (٥/ ٧٣).
(٤) الإصابة (٢/ ٢٤٤) دار الكتاب العربي.
(٥) تهذيب التهذيب (٥/ ٢٥٥).

<<  <   >  >>