للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٢. مراعاة قدرات الضعفاء في الصلاة.]

" عن عمران بن حُصَين - رضي الله عنه - قال: كان بي بواسير، فسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة فقال: (صَلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب) ". (١)

من فقه الحديث:

أصحاب ألأعذار الشرعية ينالون أجرهم كاملاً بالأمور التي لم يقدروا عليها لما قام بهم من أعذار.

[٣. النبي يوصي الأئمة بالتجوز في الصلاة مراعاة لقدرات الضعفاء.]

"عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: (قال رجل يا رسول الله إني لأتأخر عن الصلاة في الفجر مما يُطيل بنا فلان فيها، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: يا أيها الناس، إن منكم مُنَفِّرين، فمن أمَّ الناس فليتجوز، فانَّ خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة) ". (٢)

قال ابن عثيمين: "فان فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة أي في المأمومين ضعيف البُنيَة، وضعيف القوة، وفيهم مريض، وفيهم ذو حاجة، قد وعد أحداً يذهب إليه، أو ينتظر أحداً، أو ما أشبه ذلك، فلا يجوز للإمام أن يثقل بالناس أكثر مما جاءت به السنة". (٣)

من فقه الحديث:

أ. رفع الضيق والحرج عن المسلمين هديٌ نبوي.

ب. الأخذ بعين الاعتبار مراعاة قدرات الضعفاء عند اتخاذ القرارات.

ج. مشروعية المطالبة بالتخفيف عند المشقة.

[٤. امتناع النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تأخير صلاة العشاء رحمة بالضعفاء.]

عن أَبي سعيد الخُدرِي، قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة المغرِب، ثم لم يخرج إِلينا حتى ذهب شطر الليل فخرج فصلى بهم، ثم قال: (إِنَّ النَّاسَ قَد صَلَّوا، وناموا، وَأَنتُم لم تزالوا في صلاةٍ ما انتظَرتم الصَّلاة، ولولا ضعف الضعِيفِ، وسقم السقيم لأَمرت بهذه الصلاة أَن تُؤَخَّرُ إِلى شطر اللَّيل). (٤)


(١) - البخاري، صحيح البخاري، أبواب تقصير الصلاة، باب إِذا لم يطق قاعدا صلى على جنب، ج ٢، ص ٤٨.حديث رقم ١١١٧.
(٢) - البخاري، صحيح البخاري، كتاب الأذان، باب من شكا إمامه إِذا طَول، ج ١، ص ١٤٢، حديث رقم: ٧٠٤.
(٣) - ابن عثيمين، محمد بن صالح بن محمد العثيمين، (توفي: ١٤٢١ هـ)، شرح رياض الصالحين، الرياض، دار الوطن للنشر، ١٤٢٦ هـ، ج ٣، ص ٦١٧.
(٤) - النسائي، المجتبى من السنن = سنن الصغرى للنسائي، كتاب المواقيت، آخر وقت العشاء، ج ١، ص ٢٦٨. حديث رقم: ٥٣٨. حكم الألباني صحيح.