للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من فقه الحديثين:

أ. من أصيب بعضو من أعضائه فليبقَ واثقا من نفسه ولا يخجل أمام الناس، لأن ذلك باختيار الله تعالى.

ب. ارحم أهل البلاء وسل الله العافية، فان طلحه كان معافى في يده ثم شلت بعد ذلك.

[٦. تفقد ذوي الاحتياجات الخاصة والسؤال عنهم.]

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفقد أصحابه ومنهم ذوي الاحتياجات الخاصة ويظهر ذلك جلياًعندما سأل عن ثابت بن قيس رضي الله عنه الذي كان في أذنه صمم.

"عَن أَنَس بنِ مالك أَنهُ قال: (لما نزلت هذه الآيةُ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢)} [الحجرات: ٢]، (جَلسَ ثابتُ بنُ قيسٍ في بيتهِ، وقال: أَنا مِنْ أَهل النَّار، واحتبس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأَل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - سعدَ بنَ مُعاذٍ، فقال: يا أَبا عَمرو، ما شَأن ثابت؟ اشتكى؟ قَالَ سَعْدٌ: إِنَّهُ لَجَارِي، وَمَا عَلِمْتُ لَهُ بِشَكْوَى، قَالَ: فَأَتَاهُ سَعْدٌ، فَذَكَرَ لَهُ قَوْلَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ ثَابِتٌ: أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ، وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي مِنْ أَرْفَعِكُمْ صَوْتًا عَلَى رَسُولِ للهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ سَعْدٌ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) ". (١)

وقال ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ - رضي الله عنه -: (يَا رسول الله، لقد خَشيتُ أَن أَكُونَ قَد هلَكتْ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وَلِمَ؟ قال: نهانا اللهُ أَن نُحِبَّ أَن نُحمَدَ بِمَا لَم نَفعل وأَجِدُني أُحبُّ الحَمدَ، وَنَهَانَا عَنِ الخُيَلاءِ وَأَجِدُني أُحبُّ الجَمَالَ، ونَهانَا أَن نَرفَع أَصوَاتَنَا فَوقَ صَوتِكَ، وَأَنا جَهيرُ الصَّوتِ، فَقَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يَا ثَابِتُ، أَلَا تَرضَى أَن تَعِيشَ حَمِيدا، وَتُقتَلَ شَهيدًا، وتَدخُل الجَنَّةَ؟ قَالَ: بَلَى، يَا رسول الله، قَالَ: فَعَاشَ حَمِيدًا، وَقُتِلَ شَهِيدًا يَوْمَ مُسَيْلِمَةَ الكذَّاب). (٢)

من فقه الحديثين:

أ. عدم التمييز بين ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، فلقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعتني بجميع أصحابه ويسأل عنهم دون تمييز بين صغير وكبير أو بين قوي وضعيف.

ب. من كان بالله اعرف كان لله أخوف.

ج. دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع وإبعادهم عن الانطواء والانزواء.


(١) - مسلم، صحيح مسلم، كِتَابُ الْإِيمَانَ، بَابُ مَخَافَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ، ج ١، ص ١١٠، حديث رقم ١١٩.
(٢) - الحاكم، المستدرك على الصحيحين، ج ٣، ص ٢٦٠، حديث رقم ٥٠٣٤، [التعليق - من تلخيص الذهبي] على شرط البخاري ومسلم.