للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• المطلب السادس: الإصابة بسبب ما ينتج عن الأمراض العضوية أو النفسية:

إن من أسباب الإصابة عند ذوي الاحتياجات الخاصة، ما يتعرض له أهل العافية بعد مرض عضوي، ينتج عنه إصابة دائمة كمرض السكري.

فهناك مجموعة كبيرة من المضاعفات، التي تحدث لمرضى السكري الذين يهملون العلاج، والمعروف أن مضاعفات داء السكري طويلة الأمد، هي تسارع حدوث تصلب الشرايين، أو المرض القلبي الوعائي، وارتفاع ضغط الدم، وحدوث العمى، والتهابات حوض الكلى وهبوط عمل الكلية "القصور الكلوي"، وتلف الأعصاب، وبالأخص أعصاب العين والعضو التناسلي الذكري والأطراف، وازدياد خطر حدوث التشوه الخَلْقي في أجنة الحوامل المصابات بداء السكري (١). وغير ذلك من الأمراض كتجلط الدم الذي ينتج عنه أحيانا إصابات بالأطراف أو إصابة بالدماغ.

أما الجانب النفسي، فنرى فيه أن الهموم النفسية تنعكس على الأعضاء الجسمية، فكثيرا ما ينتج عن الأمراض النفسية أمراض عضوية تؤدي الى إصابات دائمة.

تساهم العديد من الامراض النفسية، الناتجة عن سوء التكيف الاجتماعي والنفسي في كثير من حالات الإصابة وخاصة عيوب النطق والكلام، مثل: التأتأة والفأفأة وغيرها (٢).

أما الصدمات النفسية، فالسلوك الذي يتصف بالخبل أو الخرف*، يمكن أن ينتج عنه صدمات فسيولوجية* أو سيكولوجية* عديدة، وإن كل الفئات العمرية عرضة لمثل هذه الصدمات والإضطرابات، وهي ليست قاصرة على المسنين، فهم عرضة للخرف والمرض العقلي (٣).

وفي نهاية هذا المبحث يتبين أن الاصابة عند ذوي الاحتياجات الخاصة ترجع الى عدة عوامل وهي العامل الوراثي، أو إصابة الجنين أثناء الحمل أو الولادة، أو التعرض للحوادث، أو بسبب الاعتداء، أو القصاص في الجنايات، أو ما ينتج عن الأمراض العضوية أو النفسية.


(١) - انظر؛ مصيقر، عبد الرحمن عبيد عوض، الغذاء والتغذية (منشور أكاديميا)، ص ٥٥٩ - ٥٦٠.
(٢) - انظر؛ رشوان، د. حسين عبد الحميد، الاعاقة والمعوقون، ص ٨٤.
(٣) - انظر؛ الأشول، عادل عزالدين، علم نفس النمو من الجنين الى الشيخوخة، مكتبة الأنجلو المصرية، ص ٦٧١.
الخبل والخرف: فساد في العقل، (انظر، المعجم الوسيط، ج ١، ص ٢١٧ وص ٢٢٨)
* فسيولوجيا: علم وظائف الأعضاء في الحيوان والنبات (معجم اللغة العربية المعاصرة، ج ١، ص ٤٩٤)

* سيكولوجيا: علم النفس أو علو الروح أو العقل (محمد جاسم محمد، المدخل الى علم النفس العام، الأردن، دار الثقافة للنشر والتوزيع، ط ١، ٢٠٠٤ م، ص ٣٦.)