١٣. جابر بن عبد اللهِ - رضي الله عنه - "أصيب بالعمى":
هو جابر بن عبد الله بن حرام أبو عبد الله، وأبو عبد الرحمن الأنصاري، الإمام الكبير، المجتهد، الحافظ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الفقيه.
من أهل بيعة الرضوان، وشهد ليلة العقبة الثانية، ومن المكثرين في الحديث الحافظين للسنن، روى علما كثيرا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن: عمر، وعلي، وأبي بكر، وأبي عبيدة، ومعاذ بن جبل، والزبير، وطائفة.
مسنده بلغ: ألفا وخمس مائة وأربعين حديثا، اتفق له الشيخان: على ثمانية وخمسين حديثا، وانفرد له البخاري: بستة وعشرين حديثا، ومسلم: بمائة وستة وعشرين حديثا.
حدث عنه: ابن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، والحسن بن محمد بن الحنفية، وأبو جعفر الباقر، ومحمد بن المنكدر، وأبو الزبير، ومجاهد، والشعبي، ورجاء بن حيوة، وطاووس، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعمرو بن دينار، وغيرهم خلق كثير.
وكان مفتي المدينة في زمانه، شهد ليلة العقبة مع والده، وكان والده من النقباء البدريين، واستشهد والده يوم أحد، وكان جابر قد أطاع أباه يوم أحد، وقعد لأجل أخواته، ثم شهد الخندق وبيعة الشجرة، وشاخ، وذهب بصره، وقارب التسعين.
قال جابر: لم أقدر أن أغزو حتى قتل أبي بأحد، كان يخلفني على أخواتي وكن تسعا، فكان أول ما غزوت معه حمراء الأسد، فغزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست عشرة غزوة، رحل جابر بن عبد الله في آخر عمره إلى مكة في أحاديث سمعها، ثم انصرف إلى المدينة، ورحل جابر الى مصر في حديث القَصَاص، ليَسمعه من عبد الله بن أُنيس.
وقال الواقدي، حج جابر فأخبره الناس وهم في مِنَى بما يرونه من زُخرف السلطان وما يصنعون، فقال: ليت سمعي قد ذهب، كما ذهب بصري، حتى لا أسمع من حديثهم شيئا، ولا أبصره.
توفي جابر بن عبد الله سنة ثمان وسبعين، وهو ابن أربع وتسعين سنة، وكان قد ذهب بصره، وصلى عليه أَبّان بن عثمان، وهو والي المدينة. (١)
فائدة:
لقد حفظ جابر رضي الله عنه القرآن والسنة، فأصبح مرجعاً للأمة، ورجلاً ذا همةٍ يُحيي الله به أُمّة.
(١) - انظر؛ الذهبي، سير اعلام النبلاء، ج ٣، ص ١٨٩ - ١٩٤.