للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• المطلب الرابع: الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوصي بذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة في السنة النبوية، أن أوصى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقد أوصى جميع المسلمين من أقوياء ومسؤولين أو أناس عاديين بضرورة مساندة ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع المجالات إن احتاجوا لذلك.

[١. التحذير من الاحتجاب عن الضعفاء وترك قضاء حوائجهم.]

عن أبي مَريم الأَزدِيَّ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: (من ولاهُ اللهُ عز وجل شَيئا مِنْ أَمر المُسلمين، فاحتجب دون حاجتِهِم وخلتهِم وفقرِهِم، احتجب اللهُ عنهُ دون حاجته وخلته وفقره). (١)

جاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: احتجب عبارة عن الاحتجاب، أَو كنايةً عن الامتناع عن قضاء مقصود المُحتَاجينَ بالبابِ، والمُسلمُ لا يُمنعُ، سواءٌ كان مظلوما أَو ذا حاجة أَو غَيره، لأن له الحق بالدخول على المسؤولين ليوصل صوته اليهم، غلق اللهُ دونه أَبواب رحمته عند حاجته وفقره أَي إِلى اللهِ في أَمر الدنيا، أَو العقبى أَو إِلى مخلوق مثله في الدنيا، حال كونه أَفقر ما يكون إِليه أَي أَحوَج أَوقات يكون مفتقرا إِليه ومحتاجا لديه. (٢)

من فقه الحديث:

أ. أن لا يكون الوالي عنيفاً على رعيته بل يكون رفيقا فالجزاء من جنس العمل فجزاء الإحسان إحسان.

ب. من ولي فكان مديراً أو وزيراً أو أميراً فلا يحتجب عمن كان ضعيفاً أو له حاجه.

ج. بيان عظم حقوق العباد وأهمية قضائها.

[٢. من أعظم أبواب الصدقة معاونة ذوي الاحتياجات الخاصة.]

"قال أَبو ذرٍّ: على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه، قلت: يا رسول الله، مِنْ أَين أَتَصدَّق ولَيس لنا أَموالٌ؟ قال: لأَن مِنْ أبواب الصدقة التكبير، وسبحان اللهِ، والحمد للهِ، ولا إِلهَ إِلا اللهُ، وأستغفرُ اللهَ، وتأمرُ بالمَعروفِ، وتَنهى عن المنكرِ، وتعزلُ الشوكةَ عَنْ طريق الناس والعظم والحجر، وتهدي الأَعمى، وتسمع الأَصم والأَبكمَ حَتى يفقه، وتدِل


(١) - ابو داود، سنن ابي داود، كتاب الطلاق، باب التغليظ في الانتفاء، ج ٣، ص ١٣٥، حديث رقم ٢٩٤٨، حكم الألباني صحيح.
(٢) - القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج ٦، ص ٢٤٢٤.