للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٤. ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - "أصيب بالعمى"]

هو عبد الله بن أبي أوفى علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي، الفقيه، المعمر، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أبو معاوية، وقيل أبو محمد.

من أهل بيعة الرضوان، وخاتمة من مات بالكوفة من الصحابة، له عدة أحاديث، وكان أبوه صحابيا أيضا، كان مصابا في يده فسئل عن سببها فقال: ضُرِبْتُها يوم حنين، كف بصره بعد ذلك. (١)

جاء في التاريخ الكبير كان ابن أبي أوفى يؤم الناس وهو أعمى (٢). وشمله دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فعن عبد الله بن أبي أوفى قال: أتاه أبي بصدقته، فقال: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى). (٣)

خُلّد اسمه في السنة النبوية فقد كان له دور في حفظ الأحاديث ورواياتها، قال صفي الدين: روى ابن أبي أوفى خَمسة وتِسعين حديثا اتفقَ البخاري ومسلم على عشرَة وَانفرد البخاري بخمسة ومسلم بِوَاحِد، وَروى عنهُ عَمْرو بن مُرّة، وَابن مصرف وعدي بن ثَابت، وغيرهم الكثير، توفي سنة سِتّ وثمانين وقيل سنة سبع وثمانين وهُوَ آخر من مَاتَ بِالكُوفَةِ من الصَّحابَة رضي الله عنه. (٤)

فائدة:

إنما العلم لمن تابع، فالعلم لايعطيك بعضه إلا إذا اعطيته كلك، والعلم يرفع صاحبه كما رفع ابن أبي أوفى.

١٥. كعب بن مالك - رضي الله عنه - "اصيب بالعمى":

هو كعب بن مالك الأنصاري شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه، وأحد الثلاثة الذين خلفوا، فتاب الله عليهم، شهد العقبة، وله عدة أحاديث، تبلغ الثلاثين، اتفق البخاري ومسلم على ثلاثة منها، وانفرد البخاري بحديث، ومسلم بحديثين.

روى عنه بنوه عبد الله، وعبيد الله، وعبد الرحمن، ومحمد، وحفيده عبد الرحمن بن عبد الله، وابن عباس، وجابر، وأبو أمامة، وعمر بن الحكم، وعمر بن كثير بن أفلح، وآخرون، كان كعب من أهل الصفة، وذهب بصره في خلافة معاوية، توفي سنة خمسين للهجرة رضي الله عنه. (٥)


(١) - انظر؛ الذهبي، سير اعلام النبلاء، ج ٣، ص ٤٢٩ - ٤٣٠.
(٢) - انظر؛ البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري أبو عبد الله، (توفي: ٢٥٦ هـ)، التاريخ الكبير، حيدر آباد- الدكن، دائرة المعارف العثمانية، ج ٩، ص ٤٩.
(٣) - البخاري، صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الحديبية، ج ٥، ص ١٢٤، حديث رقم ٤١٦٦.
(٤) - انظر؛ صفي الدين، خلاصة تهذيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال، ج ١، ص ١٩١.
(٥) - انظر؛ الذهبي، سير اعلام النبلاء، ص ٥٢٣ - ٥٢٤.