للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"عذر الله عز وجل أهل الأعذار من العرج والعمى والمرض جملة ورفع الحرج عنهم والضيق والمأثم، وهذا حكم هؤلاء المعاذير في كل جهاد إلى يوم القيامة" (١).

يستفاد من الآية:

- الرحمة بكل ضعيف والرحمة بكل من هو بحاجه الى مساعدة الأقوياء.

- مراعاة قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة وعدم إرهاقهم بما يفوق قدراتهم.

١٢ ـ ما نزل من قرآن وخشي ثابت بن قيس بن شمَّاس الذي كان في أذنه وقر أنه قد نزل من أجله، قَال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢)} [الحجرات: ٢].

"عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}، إِلَى آخر الآية، جلس ثابت بن قيسٍ في بيته، وقال: أَنا من أَهل النار، واحتبس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسأَل النبي - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ، فقال: يا أَبا عمرو، ما شأن ثابت؟ اشتَكى؟ قال سعد: إِنه لجارِي، وما علمت له بشكوى، قال: فأَتاه سعد، فذكر له قول - صلى الله عليه وسلم -، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أَني من أَرفعكم صوتا على رسول للهِ - صلى الله عليه وسلم -، فأَنا من أَهل النار، فذكر ذلك سعد للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بَل هو من أَهْل الجنَّة". (٢)

يستفاد من الآية:

* دعوة ذوي الاحتياجات الخاصة للتحلي بكل خلق وأدب رفيع.

* عتاب الله عز وجل لثابت عتاب محبة فقد وصفه بأنه من أهل الإيمان.

* ان نخفض أصواتنا عندما يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماع أحاديثه وعند زيارة قبره.

وفي نهاية هذا المبحث نخلص الى:

- أن الدعوة القرآنية لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع سبقت التشريعات الأرضية.

- أن السخرية من شكل الإنسان فيه خطر على الإيمان.

- أن العناية بذوي الاحتياجات الخاصة مقدم على العناية بالآخرين.

- أن مراعاة قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة مطلب قرآني.

- أن نزول قرآن بحق ذوي الاحتياجات الخاصة دلالة على مكانتهم عند الله تعالى.


(١) - ابن عطية، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام، (توفي: ٥٤٢ هـ)، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، تحقيق عبد السلام عبد الشافي محمد، بيروت، دار الكتب العلمية، ط ١، ١٤٢٢ هـ، ج ٥، ص ١٣٣.
(٢) - مسلم، صحيح مسلم، كتاب الْإِيمان، باب مخافَة الْمؤمن أَن يحبطَ عمله، ج ١، ص ١١٠، حديث رقم ١١٩.