للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من فقه الحديث:

أ. فيه تسرية وتسلية لمن أصيب بالصرع.

ب. الصبر على المفقود والشكر على الموجود.

ج. البلاء مع الصبر أفضل من العافية لما أعد لأهل البلاء من أجر.

د. ضرورة ستر العورات وأهمية الحجاب للفتيات.

[٣. من فقد بصره فصبر واحتسب عوضه الله الجنة]

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة)، (١) وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يقول الله عز وجل: من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة). (٢)

قال ابن حجر: إِذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه أي عينيه والمُراد بالحبيبتين المحبوبتان، لأنهما أَحبُّ أَعضاء الإِنسان إِليهِ لما يحصل له بفقدهما مِنَ الأَسف على فوات رؤية ما يريد رؤيته مِنْ خيرٍ فيُسَرُّ به، أَو شَرٍّ فَيجتنبُهُ، قولهُ: "فصبر" والمراد أَنه يصبر مستحضرا ما وعد اللهُ به الصابر مِنَ الثواب، لا أَن يصبر مجردا عن ذلك، لأَنَّ الأَعمال بالنِيات وابتلَاءُ اللهِ عبدهُ في الدُّنيا لَيس مِنْ سخطِه عليه بل إِما لدفع مكروه، أَو لكفارة ذنوب، أَو لرفعِ منزلة، فإِذا تلَقى ذلك بالرِّضا تَم له المُراد، قوله: عوضته منهما الجنة وهذا أَعظم العِوَضِ لأَن الِالتذاذ بالبصر يفنى بفنَاء الدنيا، والالتذاذ بالجنة باقٍ ببقائها، وهو شاملٌ لكل مَنْ وقع له ذلك بالشرط المذكور، وإِذا كان ثواب مَنْ وقع له ذلك الجنة، فالذي له أَعمال صالحة أُخرى يزاد في رفع الدرجات. (٣)

من فقه الحديثين:

أ. من صفات الله عز وجل العدل، فقد أخذ في الدنيا العينين ليعطي في الآخرة الجنة لمن صبر واحتسب.

ب. لما جعل الله تعالى الجنة عوضا عن العينين، فقد دلّ على أهمية نعمة البصر، فاشكر الله على هذه النعمة يا صاحب البصر.

[٤. أعرج يمشي برجله صحيحة في الجنة]

عن أبي قتادة - رضي الله عنه - قال: (أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله: أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل، أمشى برجلي هذه صحيحة في الجنة، وكانت رجله


(١) - البخاري، صحيح البخاري، كتاب المرضى، بَابُ فَضْلِ مَنْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، ج ٧، ص ١١٦، حديث رقم ٥٦٥٣.
(٢) - الترمذي، سنن الترمذي، أَبْوَابُ الزُّهْدِ عَنْ - صلى الله عليه وسلم -، بَابُ مَا جَاءَ فِي ذَهَابِ البَصَرِ، ج ٤، ص ٦٠٣، حديث رقم ٢٤٠١، حكم الالباني صحيح.
(٣) - انظر، ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج ١٠، ص ١١٦.