للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذوو الاحتياجات الخاصة في ضوء القرآن والسنة

إعداد

صهيب فايز عزام

إشراف

د. خضر سوندك

[الملخص]

لقد خَلُصَ الباحث إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة، إذا ما قورنوا بغيرهم من أهل العافية، فسيظهر عندهم نقص كلي أو جزئي في أطرافهم، أو عقولهم، أو حواسهم، بسبب عامل وراثي أو بيئي مكتسب، فبذلك تكون لهم قدرات وإمكانات تختلف عن أهل العافية في التعلم والعمل واكتساب المهارات والخبرات، لأنهم يفتقرون الى بعض الاحتياجات، وتتمثل هذه الاحتياجات في برامج أو أجهزة أو تعديلات بيئية.

ومصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة هو أفضل المصطلحات للتعريف بهذه الفئة من الناس، ولقد استخدم القرآن الكريم مصطلحات للدلالة على هذه الفئة، فمنها ما جاء صريحاً فسمي باسمه، ومنها ما جاء كناية وعبر عنه بوصفه.

فالإسلام قد كرم ذوي الاحتياجات الخاصة، ورفع من قدرهم وشأنهم وقدَّم لهم كامل الرعاية، فالقرآن دعا للمساواة بينهم وبين غيرهم من الناس، وجعل التفاضل بناء على التقوى والإيمان، لا على الأشكال والألوان، وبين أن المصيبة في الإيمان أعظم من مصائب الأبدان، وأن ما أصاب ذوي الاحتياجات الخاصة فبقدر الله سبحانه، وبشّرهم لصبرهم على ما أصابهم بالأجر العظيم وبجنات النعيم، ولقد خَلَّد القرآن الكريم مواقف وقصصاً لأنبياء ورسل وصحابة من ذوي الاحتياجات الخاصة، كان لهم دور عظيم في خدمة الدين وتبليغ رسالة رب العالمين، فالقرآن اعتنى بذوي الاحتياجات الخاصة، فدعا لاحترامهم ودمجهم في المجتمع وتلبية مطالبهم والتخفيف عنهم، وأنزل بحقهم قرآناً يتلى، فنالوا حقوقا كاملة ورعاية حانية، وخلص إلى أن السُنَّة النبوية دعت في أحاديث كثيرة إلى تقدير واحترام ذوي الاحتياجات الخاصة وتقديم العون لهم، فالرحمة بهم سبب لنيل رحمة الله، وهم سبب من أسباب الرزق والنصر، ودعتهم للصبر والرضا لتُرفع درجاتهم، ولينالوا بعد ذلك رحمة الله ويدخلوا الجنة.

وخَلُصَ الباحث إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة، قد نَعِموا في المجتمع الإسلامي بعيشة كريمة، حيث المودة والرحمة والتعاون والإخاء والعدالة والمساواة، كما أن لهم دوراً كبيراً في نصرة الدين وتقديم الخير لأفراد المسلمين، وخَلُصَ إلى أن ذوي الاحتياجات الخاصة قد تَمَيَّز منهم الكثير

<<  <  ج: ص:  >  >>