ودراستي هذه تتركز على الآيات والأحاديث النبوية التي تناولت هذا الموضوع، وعلى سير العظماء من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن ورد ذكرهم في القران والسنة، الذين قهرت همتهم ألم مصابهم، فكانت آثارهم حبرا يكتب به صفحات التاريخ، فسوف أركز على هذه المحاور، من خلال دراستها دراسة موضوعية متأنية ومتعمقة، والإفادة منها في كل المناحي، في التصورات والقيم والسلوك وفي العقيدة والشريعة وفي الحكم والسياسة.
وإني مقر أن هذا الجهد الذي قمت به هو جهد المُقِل، ولكنها محاولة للوقوف والتأمل والتدبر والاستنباط، فإن كان صوابا فمن الله تعالى فله الحمد والمنة، وإن كان الثاني فمني، ومن الشيطان واستغفر الله وأتوب إليه، مع رجوعي إلى الحق والتزامي به أنّى كان.
[الدراسات السابقة]
بعد البحث والتقصي، تبين للباحث عدم وجود دراسات إسلامية، تناولت الموضوع على نحو هذه الدراسة، علما بأن مفردات الموضوع متناثرة في بطون الكتب، وهذا من قبيل الثقافة الإسلامية، كما أن بعض الباحثين قد تناولوا بعض الجوانب المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أنهم قصروا بحوثهم على جانب من هذه الجوانب، كالحقوق أوالتربية أو الدمج ونحو ذلك، ... ومن هذه الدراسات:
١. حقوق المعاقين في التربية الإسلامية، لعلي إبراهيم الزهراني، دارالبخاري، وقد تطرقت إلى حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة من الناحية الفقهية والقانونية.
٢. رؤية الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة، بحث مقدم من الباحث الدكتور رواب عمار، في جامعة الخضير بالجزائر، وهو بحث مختصر، تحدث فيه باحثه عن تكريم الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة.
٣. حقوق المعاق في الشريعة الاسلامية، للدكتور مروان القدومي، بحث مقدم في مجلة جامعة النجاح الوطنية - نابلس، للعام ٢٠٠٤، كان هدف الباحث من بحثه التعريف على مشكلة الإعاقة في التاريخ الاسلامي، وبيان أقوال الفقهاء فيهم، مشيرا إلى فكرة التكافل، والضمان الاجتماعي.
٤. المعاق في الفكر الاسلامي، مقدم من الدكتور: ماهر الحولي، في الجامعة الاسلامية بغزة، للعام الدراسي ٢٠٠٧، وهي رسالة فكرية أكثر من كونها تعريفا بظاهرة الاحتياجات الخاصة، تحدث فيها عن روعة الفكر الاسلامي في تعامله مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وتكريمه لهم، وحرصه على الرقي بهم.
٥. رعاية المعاقين في الفكر التربوي الإسلامي في ضوء المشكلات التي يواجهونها، للباحث رائد أبو الكاس، وهي رسالة ماجستير في التربية الاسلامية، في الجامعة الاسلامية بغزة، للعام