للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستفاد من الآية:

أنه من عزم على فعل شيء من الطاعات ثم حال بينه وبين الفعل حائل أعطي أجرا كاملا غير منقوص.

٧. ما نزل من قرآن وكان سبب نزوله عبد الرحمن بن عوف الذي كان أعرجَ، حيث قال تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٩)} [التوبه: ٧٩].

"قال قتادة، وغيره: حثَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصَّدقة، فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعةِ آلاف درهم، وقال: يا رسول الله، مالي ثمانية آلاف جئتك بنصفها فاجعلها في سبيل الله، وأَمسكتُ نصفها لعيالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بارك اللهُ لك فيما أعطيتَ وفيما أَمسكت - فَبَارَكَ اللهُ فِي مَالِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ - وتصدق يومئذ عاصم بن عديِّ بن العجلان بمائة وَسْقٍ مِنْ تَمر، وجاء أَبو عُقَيل الأَنصاريُّ بصاع من تَمرٍ وقال: يا رسول الله بِتُّ ليلتِي أَجُرُّ بالجرِيرِ الماء حتى نِلتُ صاعين مِن تَمرٍ، فأَمسكتُ أَحدهُما لأَهلي وأَتيتُكَ بالآخرِ، فأَمرهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أَن يَنثُرهُ في الصَّدقات، فَلمزَهُم المُنافقون وقالوا: ما أَعطَى عبد الرحمن وعاصمٌ إِلا رياءً، وإِنْ كان الله ورسولهُ غنيّينِ عن صاعِ أَبي عُقيل، ولكنَّه أَحبَّ أَن يذكر نفسه. فأَنزل الله تعالى هذه الآية" (١).

يستفاد من الآية:

- حُرْمَةُ اللمز والطعن والسخرية بالآخرين.

- مكانة الأولياء عند الله تعالى عظيمة، ولا يجوز السخرية من نفقتهم وان كانت يسيرة، وقد سَخِر الله ممن سَخِر من نفقة أوليائه.

٨ ـ ما نزل من القرآن الكريم بحق الضعفاء، قال تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (٩١)} التوبة: ٩١].

" قال السُّدِّيُّ: جاء المِقدادُ بن الأَسود إِلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان عظيما سمينا، فشكا إِليه وسأَله أَن يأْذَن له، فنزلت فيه: {انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا ... } [التوبه: ٤١]، فلما نزلت هذهِ الآية اشتَدَّ شَأنُها على الناسِ، فنسخها الله تعالى وأَنزل: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضى} " (٢).

يستفاد من الآية:

أن أصحاب الأعذار ينصرون دين الله بقدر ما يستطيعون ولا يُكلَفون ما لا يُطيقون.


(١) - الواحدي، أسباب نزول القرآن، ص ٢٦٠.
(٢) - الواحدي، أسباب نزول القرآن، ص ٢٥١.