للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن ابي حاتم: مخرمة بن نوفل له صحبة، روى عنه ابنه المسور بن مخرمة، مات بالمدينة في خلافة معاوية، وهو ابن مائة وخمس عشرة سنة، سنة اربع وخمسين رضي الله عنه. (١)

فائدة:

كل عِلمٍ يخدم الإسلام وينفع المسلمين فهو مهمٌ وضروري، فمَخرمة بن نوفل رضي الله عنه خدم الإسلام ونفع المسلمين بعلم الأنساب وبمعرفة معالم وحدود الحرم.

٢٠. أبو عِنَبَة الخَوَلَانيّ - رضي الله عنه - "كان أعمى":

صحابي مشهور بِكُنيَته، مُختَلفٌ في اسمه، فقيل عبد الله بن عِنَبَة، وقيل عمارة، ذكره البغويّ، وابن سعد وغيرهم في الصحابة.

أدرك الجاهلية، وعاش إلى خلافة عبد الملك، سكن الشام، وكان ممن أسلم على يد مُعاذ بن جبل في عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وكان أعمى، وكان قد صلّى القبلتين مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

روى عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وعن عمر وغيره، وروى عنه بكر بن زرعة، وأبو الزاهرية، وشرحبيل بن سعد، ولقمان بن عامر، وآخرون، مات سنة ثماني عشرة ومائة للهجرة. (٢)

فائدة:

لا يهمك عدم معرفة الناس لك، المهم ان الله يعرفك، فأبو عِنَبَة رضي الله عنه صحابيٌ جليلٌ، عاش عمرا طويلاً، ومع ذلك فان كثيراً من الناس لا يعرفونه.

٢١. أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنهما "أصيبت بالعمى".

هي أسماء بنت أبي بكر الصديق بن أبي قحافة، وهي أخت عائشة وعبد الله رضي الله عنهم جميعا، أسلمت قديمًا بمكة وبايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سميت ذات النطاقين لأنها أخذت نطاقها فشقته باثنين فجعلت واحدا لسُفْرَة والآخر عصامًا لقربته ليلة خرج وأبو بكر إلى الغار، فسميت بذات النطاقين، تزوجها الزبيرُ بن العوام فانجبت له عبد الله وعروة والمنذر وعاصمًا والمهاجر وخديجة الكبرى وأم الحسن وعائشة.

كُفَّ بصرها، قال الركين بن الربيع: دخلت على أسماء بنت أبي بكر وهي عجوز كبيرة عمياء، فوجدتها تصلي وعندها من يوجهها: قومي، اقعدي، افعلي.

كانت زاهدة في الدنيا، حريصة على الحشمة والستر حتى بعدما كبر سنها، فحينما قدم ابنها المنذر من العراق، أحضر لأمه أسماء كسوة من ثياب رقاق بعد ما كف بصرها، فلمستها


(١) - انظر؛ ابن ابي حاتم، الجرح والتعديل، ج ٨، ص ٣٦٢.
(٢) - انظر؛ ابن حجر، الاصابة في تمييز الصحابة، ج ٧، ص ٢٤٣.