للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الرابع: ذوو الاحتياجات الخاصة في السنة النبوية.

لقد أرسل الله عز وجل نبي الهدى محمداً - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين، ليشرح به الصدور ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، قال تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (١٢٨)} [التوبة: ١٢٨]، كما وإن هداية الخلق إلى الطريق المستقيم من أعظم مهام الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (٥)} [الشورى: ٥٢]، فلم يرسله الله إلا هدى ورحمة ليرشد الناس إلى الحق المبين، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (١٠٧)} [الانبياء: ١٠٧]، فكان حقا عليه أن يدُل أمته إلى خير ما ينفعهم ويصلحهم ويسعدهم في الدنيا والآخرة.

ولما كان الجنس الانساني فيه الصحيح والضعيف، وفيه المعافى وفيه المبتلى، فإننا نجد في السنة النبوية مواقف وأحاديث كثيرة، تبين عناية النبي ورحمته - صلى الله عليه وسلم - بذوي الاحتياجات الخاصة، وتبين فضلهم ومكانتهم وما أعده الله لهم وما وُجِّه لهم لمعرفة مالهم وما عليهم وإظهار دورهم وعنايتهم في نشر السنة خدمة لدين الله، وقد جاء هذا الحديث من السُنَّة النبوية عن ذوي الاحتياجات الخاصة، ضمن المباحث الثلاثة الآتية:

• المبحث الأول: مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة في السنة النبوية.

لقد بلغت مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة في السنة النبوية مكانة عالية، نالوا فيها التقدير والاحترام ونالوا حقوقهم كاملة غير منقوصة، وفي هذا المبحث أبين مكانة ذوي الاحتياجات الخاصة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي جاء في أربعة مطالب:

المطلب الأول: عناية الرسول - صلى الله عليه وسلم - بذوي الاحتياجات الخاصة.

المطلب الثاني: مراعاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لقدرات الضعفاء.

المطلب الثالث: رحمة النبي - صلى الله عليه وسلم - بذوي الاحتياجات الخاصة.

المطلب الرابع: الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوصي بذوي الاحتياجات الخاصة.