للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معنى الغيبة. سئل ابن المبارك عن الرجل يقول: حميد الطويل، وسليمان الأعمش، وحميد الأعرج، ومروان الأصفر، فقال عبد الله: إذا أراد صفته ولم يرد غيبته فلا باس به. (١)

من فقه الحديث:

أ. حرمة الغيبة وهي ذكرك أخاك بما يكره.

ب. إن عُلِم أن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يكرهون ذكرهم بما أصيبوا به فلا تُعَّدُ غِيْبَهً.

ج. البعد عن ذكر ذوي الاحتياجات الخاصة بما لا يحبون، وإن لم يكونوا حاضرين فهذا منهج النبي الكريم.

[٥. الرسول يوصي الأقوياء بأن يرحموا الضعفاء.]

عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، أَن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: (يا عمر، إِنك رجل قوِي، لا تزاحم على الحجر فتؤذِي الضعيف، إِنْ وجَدتَ خَلوَةً فاستَلِمهُ، وإِلا فاستَقبلهُ فهلل وكبر). (٢)

من فقه الحديث:

ا. تمكين الضعفاء من الوصول إلى الأماكن التي يحرص عليها الناس لشرفها كالحجر الأسود.

ب. تقديم الضعفاء وجعل حق الأولوية لهم عند وجود أمر يصطف الناس له، أو زحام يسبب لهم مشقة.

في نهاية هذا المطلب، يتبين لنا أن المودة والرحمة من صفات المؤمن، فلا بد من البعد عن الشدة والغلظة، فمن أسباب الهوان ظلم الضعفاء، فلقد حث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الرحمة بالضعفاء فهم سبب لمغفرة الذنوب ونيل رحمة الله سبحانه وتعالى، فان كان لك شوقٌ لرحمة الله سبحانه فكن رحيما بنفسك وبغيرك، فأقرب الناس من الله رحمة أرحمهم بخلقه.


(١) - انظر، ابن بطال، شرح صحيح البخاري لابن بطال، ج ٩، ص ٢٤٣.
(٢) احمد بن حنبل، مسند الامام أحمد بن حنبل، مسند عمر بن الخطّاب (١) رضي الله عنه، ج ١، ص ٣٢١، حديث رقم ١٩٠. حكم الأرنؤوط حديث حسن.