للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيكَ إلى اللَّهفانِ المُستغيثِ، وتَرفع بشدة ذراعَيك مع الضعِيفِ، كل ذلكَ من أَبواب الصدقة منك على نَفسك " (١)

وعن أَبي ذرٍّ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (تَبسُّمُك في وَجه أَخيك صدقةٌ لكَ، وَأَمرُك بالمَعروفِ، ونهيُك عن المُنكر صدقةٌ، وإِرشادُك الرجل في أَرض الضلالة لك صدقةٌ، وبصرك للرجلِ الرديءِ البصر لك صدقةٌ، وإِمَاطتُك الحجرَ والشوكةَ والعظمَ عَنِ الطريق لك صدقةٌ، وإِفراغُك مِنْ دلوكَ في دلوِ أَخيك لك صدقةٌ) (٢).

من فقه الحديثين:

ا. من الصدقة إرشاد الضال وهداية الأعمى وتوجيه الأصم.

ب. التنقل بحرية حق للجميع، وذلك بإزالة كل ما يحد من حركة المارة بالطريق.

ج. أن يكون المسلم نافعاً حيث حل، وفي كل زمان ما استطاع ذلك.

د. من بركات ذوي الاحتياجات الخاصة أن معاونتهم سبب من أسباب جمع الحسنات.

هـ. يصلح الإنسان نفسه إذا أصلح ما بينه وبين الله وأصلح ما بينه وبين العباد.

و. لا نحتقر اعمال الخير وان كانت صغيرة، فرب أعمال صغيرة أثرها عند ذوي الاحتياجات الخاصة، كبير وأجرها عند الله كثير.

[٣. الوعيد بالطرد من رحمة الله عز وجل لمن ضلل الأعمى.]

عن ابن عباس، أَن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لَعن اللهُ مَنْ ذبح لغيرِ الله، لَعن الله مَنْ غيَّرَ تُخومَ الأَرضِ، لَعنَ الله من كَمَّهَ الأَعمى عن السَّبيل، لَعنَ الله مَنْ سَبَّ والديه، لَعن الله مَن تَولَّى غيرَ مواليه، لعن الله مَنْ عَمِل عَمَل قوم لوط). (٣)

"مَنْ كَمَّهَ أَعمى أَي: عَمَّى عليه الطريق ولم يُوقفهُ عليهِ". (٤)


(١) - احمد بن حنبل، مسند الإمام احمد بن حنبل. مسند الأنصار، حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، ج ٣٥، ص ٣٨٣، حديث رقم: ٢١٤٨٤.حكم الألباني: حديث صحيح، الألباني، سلسلة الاحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، ناصر الدين محمد، الرياض، مكتبة المعارف للنشر، ١٤١٥ - ١٩٩٥ م، ، ج ٢، ص ١١٧ - ١١٨، حديث رقم ٥٧٥.
(٢) - ابن حبان، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، فصل البر والاحسان، ذكر بيان الصدقة للمرء بإرشاد الضال، وهداية غير البصير، ج ٢، ص ٢٨٦، حديث رقم ٥٢٩. حكم شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.
(٣) - الحاكم، المستدرك على الصحيحين، كتاب الحدود، ج ٤، ص ٣٩٦، حديث رقم ٨٠٥٢، قال الذهبي: حديث صحيح.
(٤) - إبراهيم الحربي، إبراهيم بن إسحاق الحربي أبو إسحاق (١٩٨ هـ-٢٨٥ هـ)، غريب الحديث، تحقيق: د. سليمان إبراهيم محمد العايد، مكة المكرمة، جامعة أم القرى للنشر، ط ١، ١٤٠٥ هـ، ج ٢، ص ٤٨٢.