للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فائدة:

كعب بن مالك من أهل الصُّفَّة، فقير لكنه شاعرٌ كبير دافع عن دين الله، فاستحق لقب شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رضي الله عنه وأرضاه.

[١٦. أبو أسيد الساعدي - رضي الله عنه - "أصيب بالعمى"]

هو مالك بن ربيعة بن البدن يكنى بأبي أسيد الساعدي، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من كبراء الأنصار، شهد بدرا، والمشاهد، روى ثمانية وعشرين حديثا اتفق البخاري ومسلم على حديث، وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بآخر، وقد ذهب بصره في أواخر عمره.

حدَّث عنه: بنوه المنذر، وحمزة، والزبير، وكذلك عباس بن سهل بن سعد، وعبد الملك بن سعيد، وأنس بن مالك، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، ومولاه، علي بن عبيد الساعدي، وطائفة، وكانت مع أبي أسيد راية بني ساعدة يوم الفتح.

أصيب أبو أسيد ببصره قبل قتل عثمان، فقال: الحمد لله الذي لما أراد الفتنة في عباده، كف بصري عنها، عاش ثمان وسبعين سنة، مات سنة اربعين رضي الله عنه. (١)

فائدة:

صاحب العافية معرض في أي لحظة للبلاء، فأبو أسيد الساعدي كان من أهل العافية فَكُفَ بصره، فأصبح ممن أصابهم البلاء، فحمد الله واعتبر ذلك خيراً له حتى لا يرى الفتنة.

١٧. عبد الله بن الأرقم - رضي الله عنه - "اصيب بالعمى":

هو عَبد اللهِ بن الأرقم بن عبد يغوث القرشي الزُّهريّ، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان كثير الخشية من الله، أسلم عام الفتح، كانت آمنة بنت وهب أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمة أبيه، وكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، واستعمله الخليفة عُمر - رضي الله عنه - على بيت المال، وعثمان بعده، ثم إنه استعفى عثمان من ذلك فأعفاه.

وقال له عمر بْن الخطاب: لو كان لك مثل سابقة القوم ما قدمت عليك أحدًا، وكان عمر يقول: ما رأيت أخشى لله تعالى من عَبد اللهِ بن الأرقم، وعَمي في آخر حياته. (٢)

قال ابن حجر: روى عبد الله بن أرقم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه أسلم مولى عمر وعبد الله بن عتبة وعمرو بن دينار وعروة بن الزبير ويزيد بن قتادة، روى له الأربعة حديثا واحدا في البداءة بالخلاء لمن أراد الصلاة، وليس له مسند غيره، توفي في خلافة عثمان. (٣)


(١) - انظر؛ الذهبي، سير اعلام النبلاء، ج ٢، ص ٥٣٨. وانظر؛ صفي الدين، خلاصة تهذيب تهذيب الكمال، ج ١، ص ٣٦٧.
(٢) - انظر؛ ابن الاثير، أسد الغابة، ج ٣، ص ١٧١.
(٣) - انظر؛ ابن حَجر، تهذيب التهذيب، ج ٥، ص ١٤٦.