للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من فقه الحديث:

أ. ذوو الاحتياجات الخاصة وأهل العافية يد واحدة في بناء المجتمع.

ب. عندما يعيش ذوو الاحتياجات الخاصة في مجتمع أفراده يشد بعضهم بعضا كالبنيان، فإنهم يشعرون بتقدير واحترام، ويثقون بأنفسهم ولا يشعرون بخجل أمام الناس مما أصابهم.

[٤. التواد والتعاطف بين افراد المجتمع توجيه نبوي.]

عَنِ النعمان بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى). (١)

"جاء في كتاب المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج: هذا الحديث صريح في تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض وحثهم على التراحم والملاطفة والتعاضد في غير إثم ولا مكروه". (٢)

من فقه الحديث:

أ. مساندة ذوي الاحتياجات الخاصة وقضاء حوائجهم.

ب. في هذا المجتمع الموصوف بالتراحم والتعاطف يجد ذوو الاحتياجات الخاصة الأمان النفسي والعون المادي.

[٥. من رأى مبتلى في المجتمع.]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ رَأَى مُبْتَلًى، فَقَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا، لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ البَلَاءُ). (٣)

قال الأحوذي: قَوله مَنْ رأَى صاحب بلاءٍ أَي مُبتلى في أَمرٍ بدنيٍّ كبرصٍ وقصرٍ فاحشٍ أَو طولٍ مفرط أَو عمى أَو عرج أَو اعوجاج يد ونحوها، أَو ديني بنحو فسقٍ وظُلم وبدعة وكفرٍ وغيرها الحمدُ لله الذي عافاني مما ابتلاك به فإِن العافية أَوسع مِنَ البليَّة لأَنها مَظِنَّةُ الجزع وَالفتنة وحينئذ تكون محنة، وَفَضَّلَنِي على كثيرٍ ممن خلق تفضيلا أَي في الدِّينِ والدُّنيا والقَلبِ وَالقالَبِ إِلا


(١) - مسلم، صحيح مسلم، كتاب الْبِرِّ وَالصِّلَةِ وَالْآدَابِ، بَابُ تَرَاحُمِ الْمُؤْمِنِينَ وَتَعَاطُفِهِمْ وَتَعَاضُدِهِمْ، ج ٤، ص ١٩٩٩، حديث رقم ٢٥٨٦.
(٢) - النووي، المنهاج شرج صحيح مسلم بن حجاج، ج ١٦، ص ١٣٩.
(٣) - الترمذي، سنن الترمذي، أَبْوَابُ الدَّعَوَاتِ عَنْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بَاب مَا يَقُولُ إِذَا رَأَى مُبْتَلًى، ج ٥، ص ٤٩٣، حديث رقم ٣٤٣٢، حكم الالباني صحيح.