للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ناحية جهينة في طلب كرز بن جابر، وفي غزوة السويق، وغطفان، وأحد، وحمراء الأسد، وبحران، وذات الرقاع، واستخلفه في حجة الوداع.

رَوَى عَن النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، ورَوَى عَنه أنس بن مالك، وزر بن حبيش الأسدي، وعبد الله بن شداد بْن الهاد، وعَبْد الرَّحْمَنِ بن أَبي ليلى، وعطية بن أَبي عطية، أخرج له أبو داود، والنَّسَائي، وابن مَاجَهْ، وشهد القادسية وكان معه اللواء وقتل بها شهيدا يومئذ (١).

فائدة:

كثيرٌ من ذوي الاحتياجات الخاصة مَن هِمَّته عالية وإرادته قوية، ومن هؤلاء ابن أم مكتوم الذي كان معلما للقرآن، ومؤذناً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونائبه في الصلاة والإمارة أثناء غيابه.

٤. عمران بن حصين - رضي الله عنه - "كان مُقعدا":

هو عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي ـ أبو نجيد ـ صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، القدوة، الإمام، أسلم في السنة السابعة من الهجره، خُلِّد اسمه في السنة النبوية، روى أحاديث كثيرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بلغ مُسْنَده ١٨٠ حديثا، حَدَّث عنه خلق كثير منهم: مطرف بن عبد الله بن الشخير، وأبو رجاء العطاردي، وزهدم الجرمي، وزرارة بن أوفى، والحسن، وابن سيرين، وعبد الله بن بريدة، والشعبي، وعطاء مولى عمران بن حصين، والحكم بن الأعرج وغيرهم، وكان الخليفة عُمر قد بعثه إلى أهل البصرة ليفقههم، فكان الحسن البصري يحلف ما قدم عليهم البصرة خير لهم من عمران بن الحصين، وقال ابن سيرين لم نر في البصرة أحداً من أصحاب الرسول يفضل على عمران، وكان مجاب الدعوة، غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مرة وكان ممن اعتزلوا الفتنة، ولي قضاء البصرة.

قال مطرف بن عبد الله: قال لي عمران بن حصين في مرض موته: إنه كان يسلم علي - يعني: الملائكة- قال: فلما اكتويت، أمسك ذلك، فلما تركته، عاد إلي، فإن عشت، فاكتم علي، فلما مات عمران أخبر مطرف بالخبر.

وكان بِهِ استسقاء، فطال بِهِ سنين كثيرة، وهو صابر عليه، وشق بطنه وأخذ مِنْهُ شحم، وثقب له سرير فبقي عليه ثلاثين سنة، دخل عليه رجل فقال: يا أبا نجيد، والله إنه ليمنعني من عيادتك ما أرى بك! فقال: يا إبن أخي، لا تجلس، فوالله إن أحب ذلك إلي أحبه إِلَى الله عزَّ وجل، تُوفِّيَ في البصرة سنة اثنتين وخمسين رضي الله عنه. (٢)


(١) - انظر؛ المزي، يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف أبو الحجاج جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزي، (توفي: ٧٤٢ هـ)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تحقيق: د. بشار عواد معروف، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط ١، ١٤٠٠ هـ-١٩٨٠، ج ٢٢، ص ٢٦ - ٢٩.
(٢) - انظر؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج ٢، ص ٥٠٨ - ٥١١. وانظر؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج ٤، ص ٢٦٩.