(واشتد غضبه) قال النووى: ولعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمرا عظيما، وتحذيره خطبا جسيما. (بعثت أنا والساعة كهاتين) روى بنصيها ورفعها. والمشهور نصبها على المفعول معه. قال القاضي: يحتمل أنه تمثيل لمقاربتها. وأنه ليس بينهما أصبع أخرى. كما أنه لا نبي بينه وبين الساعة (ويقرن) هو بضم الراء على المشهور الفصيح. وحكى كسرها (السبابة) سمت بذلك لأنهم كانوا يشيرون بها عند السب (وخير الهدي هدي محمد) هو بضم الهاء وفتح الدال فيهما. وبفتح الدال وإسكان الدال أيضا. ضبطناها بالوجهين. وكذا ذكرها جماعة بالوجهين. وقال القاضي عياض: رويناه في مسلم بالضم وفي غره بالفتح. وبالفتح ذكره الهروي. وفسره الهروي، على رواية الفتح، بالطريق، أي أحسن الطرق طريق محمد. يقال: فلان حسن الهدي، أي الطريقة والمذهب. ومنه اهتدوا بهدي عمار. وأما على رواية الضم فمعناه الدلالة والإرشاد. قال العلماء: لفظ الهدي له معنيان: أحدهما بمعنى الدلالة والإرشاد، وهو الذي يضاف إلى الرسل والقرآن والعباد. وقال الله تعالى: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم. إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم. وهدي للمتقين. ومنه قوله تعالى: وأما ثمود فهديناهم أي بينا لهم الطريق. ومه قوله تعالى: إنا هديناه السبيل. وهدينناه النجدين. والثاني بمعنى اللطف والتوفيق والعصمة والتأييد وهو الذي تفرد الله به. ومنه قوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء. (وكل بدعة ضلالة) هذا عام مخصوص. والمراد غالب البدع. قال أهل اللغة: هي كل شيء عمل على غير مثال سابق. (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه) هو موافق لقول الله تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم. أي أحق. (ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي) قال أهل اللغة: الضياع، بفتح الضاد، العيال. قال ابن قتيبة: أصله مصدر ضاع يضيع ضياعا. المراد من ترك أطفالا وعيالا ذوي ضياع. فأوقع المصدر موضع الاسم.