"إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ". فَقَالَتْ: وَهِلَ. إِنَّمَا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ أَوْ بِذَنْبِهِ. وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الْآنَ". وَذَاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عَلَى الْقَلِيبِ يَوْمَ بَدْرٍ. وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ:"إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ" وَقَدْ وَهِلَ. إِنَّمَا قَالَ:"إنهم ليعلمون أن ماكنت أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ" ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّكَ لا تسمع الموتى}. [٢٧ /النمل/ الآية ٨٠]. {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}. [٣٥ /فاطر/ الآية ٢٢]. يقول: حين تبوؤا مقاعدهم من النار.
(وهل) بفتح الواو، وفتح الهاء وكسرها. أي غلط ونسي. (القليب) يعني قليب بدر. وهو حفرة رميت فيها جيف كفار قريش المقتولين ببدر. وفسر بالبئر العادية القديمة. ولفظه مذكر. ليس كلفظ البئر. ولذا قال: وفيه قتلى بدر. والقتلى جمع قتيل. (فقال لهم ما قال) هو قوله: هل وجدتم ما وعدتم. (حين تبوؤا مقاعدهم من النار) أي اتخذوا منازل منها، ونزلوها.