أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ:"أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وضعها في الحلال كان له أجرا".
(الدثور) جمع دثر، وهو المال الكثير. (بكل تسبيحة صدقة ٠٠ الخ) قال القاضي: يحتمل تسميتها صدقة أن لها أجرا، كما للصدقة أجر. وإن هذه الطاعات تماثل الصدقات في الأجور. وسماها صدقة على طريق المقابلة وتجنيس الكلام. وقيل: معناه أنها صدقة على نفسه. (وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ) فيه إشارة إلى ثبوت حكم الصدقة في كل فرد من أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولهذا نكره. والثواب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أكثر منه في التسبيح والتحميد والتهليل. لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية. وقد يتعين ولا يتصور وقوعه نفلا. والتسبيح والتحميد والتهليل نوافل. (وفي بضع أحدكم) هو بضم الباء، ويطلق على الجماع، ويطلق على الفرج نفسه. وكلاهما تصح إرادته هنا. وفي هذا دليل على أن المباحات تصير طاعات بالنيات الصادقات. فالجماع يكون عبادة إذا نوى به قضاء حق الزوجة ومعاشرتها بالمعروف الذي أمر الله تعالى به، أو طلب ولد صالح، أو إعفاف نفسه أو إعفاف زوجته، ومنعهما جميعا من النظر إلى حرام أو الفكر فيه أو الهم به أو غير ذلك من المقاصد الصالحة. (أجرا) ضبطناه أجرا بالنصب والرفع وهما ظاهران.