قَالَ: فَنَزَلَ فَجَدَحَ. فَأَتَاهُ بِهِ. فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ "إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ من ههنا، وجاء الليل من ههنا، فقد أفطر الصائم".
(انزل فاجدح لنا) هو خلط الشيء بغيره. والمراد هنا خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستوى. (إن عليك نهارا) إنما قال ذلك، لأنه رأى آثار الضياء والحمرة التي بعد غروب الشمس. فظن أن الفطر لا يحل إلا بعد ذهاب ذلك. واحتمل عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرها. فأراد تذكيره وإعلامه بذلك. ويؤيد هذا قوله: إن عليك نهارا لتوهمه أن ذلك الضوء من النهار الذي يجب صومه. وهومعنى قوله في الرواية الأخرى: لو أمسيت، أي تأخرت حتى يدخل المساء.