(ألّفوا القرآن) قال القاضي عياض: إن كان الحجاج أراد بقوله: كما ألّفه جبريل - تأليف الآي في كل سورة ونظمها على ما هي عليه الآن في المصحف، فهو إجماع المسلمين. وأجمعوا أن ذلك تأليف النبي صلى الله عليه وسلم. وإن كان يريد تأليف السور بعضها في إثر بعض، فهو قول بعض الفقهاء والقراء. وخالفهم المحققون، وقالوا بل هو اجتهاد من الأئمة وليس بتوقيف. قال القاضي: وتقديمه هنا النساء على آل عمران، دليل على أنه لم يرد إلا نظم الآي. لأن الحجاج إنما كان يتبع مصحف عثمان رضي الله عنه ولا يخالفه. والظاهر أنه أراد ترتيب الآي لا ترتيب السور. (فاستبطن الوادي) أي دخله. (فاستعرضها) أي فأتى العقبة من جانبها عرضا. فتكون مكة على يساره ومنى عن يمينه.