سَأَلَ أُنَاسٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الْكُهَّانِ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَيْسُوا بِشَيْءٍ" قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا الشَّيْءَ يَكُونُ حَقًّا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْجِنِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ. فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ. فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أكثر من مائة كذبة".
(من الجن) هكذا هو في جميع النسخ ببلادنا: الكلمة من الجن. بالجيم والنون. أي الكلمة المسموعة من الجن أو التي تصح مما نقلته الجن، بالجيم والنون. وذكر القاضي في المشارق أنه روي هكذا. وروي أيضا: من الحق. بالحاء والقاف. (فيقرها) قال أهل اللغة والغريب: القر ترديدك الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه. تقول: قررته أقره قرا. وقر الدجاجة صوتها إذا قطعته. يقال: قرت تقر قرا وقريرا. فإن رددته قلت: قرقرت قرقرة. قال الخطابي وغيره: معناه أن الجني يقذف الكلمة إلى وليه الكاهن فتسمعها الشياطين، كما تؤذن الدجاجة بصوتها صواحباتها فتتجاوب.