اسْتَأْذَنَتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، أُخْتُ خَدِيجَةَ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فَعَرَفَ اسْتِئْذَانَ خَدِيجَةَ فَارْتَاحَ لِذَلِكَ. فَقَالَ "اللَّهُمَّ! هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ" فَغِرْتُ فَقُلْتُ: وَمَا تَذْكُرُ مِنْ عَجُوزٍ مِنْ عَجَائِزِ قُرَيْشٍ، حَمْرَاءِ الشِّدْقَيْنِ، هلكت من الدهر، فأبدلك الله خيرا منها!
(فعرف استئذان خديجة) أي صفة استئذان خديجة لشبه صوتها بصوت أختها. فتذكر خديجة بذلك. (فارتاح لذلك) أي هش لمجيئها وسر بها. لتذكره بها خديجة وأيامها. وفي هذا كله دليل لحسن العهد وحفظ الود ورعاية حرمة الصاحب والعشير في حياته ووفاته، وإكرام أهل ذلك الصاحب. (حمراء الشدقين) معناه عجوز كبيرة جدا. حتى قد سقطت أسنانها من الكبر ولم يبق لشدقيها بياض شيء من الأسنان. إنما بقي فيهما حمرة لثاتها.