أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِنَّ أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب. لتفاضل ما بينهم" قالوا: يا رسول الله! تلك منازل الأنبياء. لا يبلغها غيرهم. قال "بلى. والذي نفسي بيده! رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين".
(الغابر) الذاهب الماشي الذي تدلى للغروب وبعد عن العيون. (من الأفق) هكذا هو في عامة النسخ: من الأفق. قال القاضي: لفظة من هذه لابتداء الغاية. ووقع في رواية البخاري: في الأفق. قال بعضهم: وهو الصواب. قال وذكر بعضهم أن من في رواية مسلم لانتهاء الغاية. وقد جاءت كذلك كقولهم: رأيت الهلال من خلل السحاب. قال القاضي: وهذا صحيح. ولكن حملهم لفظة من هنا، على انتهاء الغاية غير مسلم. بل هي على بابها. أي كان ابتداء رؤيته إياه رؤيته من خلل السحاب، ومن الأفق.