٨ - (٢٨٨٤) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يونس بن محمد. حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن الزبير؛ أن عائشة قالت:
عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه. فقلنا:
⦗٢٢١١⦘
يا رسول الله! صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله. فقال "العجب إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش. قد لجأ بالبيت. حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم" فقلنا: يا رسول الله! إن الطريق قد يجمع الناس. قال "نعم. فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل. يهلكون مهلكا واحدا. ويصدرون مصادر شتى. يبعثهم الله على نياتهم".
(عبث) قيل: معناه اضطراب بجسمه. وقيل: حرك أطرافه، كمن يأخذ شيئا أو يدفعه. (المستبصر) هو المستبين لذلك، القاصد له عمدا. (والمجبور) هو المكروه. يقال: أجبرته فهو مجبر، هذه اللغة المشهورة. ويقال أيضا: جبرته فهو مجبور. حكاها الفراء وغيره. وجاء هذا الحديث على هذه اللغة. (وابن السبيل) المراد به سالك الطريق معهم، وليس منهم. (يهلكون مهلكا واحدا) أي يقع الهلاك، في الدنيا، على جميعهم. (ويصدرون مصادر شتى) أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم. فيجازون بحسبها.