فما أدري فظني كل ظن * أمسلمني إلى قومي شراحي يعني شراحيل. فرخمه في غير النداء. للضرورة. وأنشد غيره: وليس الموافيني ليرفد خائبا * فإن له أضعاف ما كان أملا ولأفعل التفضيل، أيضا، شبه بالفعل. خصوصا بفعل التعجب. فجاز أن تلحقه النون المذكورة في الحديث، كما لحقت في الأبيات المذكورة. هذا هو الأظهر في هذه النون هنا. وأما معنى الحديث ففيه أوجه: أظهرها أنه من أفعل التفضيل، وتقديره: غير الدجال أخوف مخوفاتي عليكم. ثم حذف المضاف إلى الياء. ومنه: أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون. معناه أن الأشياء التي أخافها على أمتي أحقها بأن تخاف الأئمة المضلون. الثاني أن يكون أخوف من أخاف بمعنى خوف. ومعناه غير الدجال أشد موجبات خوفي عليكم. والثالث أن يكون من باب وصف المعاني بما يوصف به الأعيان، على سبيل المبالغة. كقولهم في الشعر الفصيح: شعر شاعر. وخوف فلان أخوف من خوفك. وتقديره خوف غير الدجال أخوف خوفي عليكم. ثم حذف المضاف الأول ثم الثاني. هذا آخر كلام الشيخ رحمه الله. (قطط) أي شديد جعودة الشعر، مباعد للجعودة المحبوبة. (إنه خارج خلة بين الشأم والعراق) هكذا هو في نسخ بلادنا: خلة. وقال القاضي: المشهور فيه خلة. قيل: معناه سمت ذلك وقبالته. وفي كتاب العين: الخلة موضع حزن وصخور. قال: وذكره الهروي وفسره بأنه ما بين البلدين. هذا آخر ما ذكره القاضي. وهذا الذي ذكره عن الهروي هو الموجود في نسخ بلادنا وفي الجمع بين الصحيحين ببلادنا، وهو الذي رجحه صاحب نهاية الغريب، وفسره بالطريق بينهما. (فعاث يمينا وعاث شمالا) العيث الفساد، أو أشد الفساد والإسراع فيه. وحكى القاضي أنه رواه بعضهم: فعاث، اسم فاعل، وهو بمعنى الأول. (اقدروا له قدره) قال القاضي وغيره: هذا حكم مخصوص بذلك اليوم، شرعه لنا صاحب الشرع. قالوا: ولولا هذا الحديث، ووكلنا إلى اجتهادنا، لاقتصرنا فيه على الصلوات الخمس عند الأوقات المعروفة في غيره من الأيام. ومعنى اقدروا له قدره، أنه إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم، فصلوا الظهر. ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر. فصلوا العصر. وإذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب، فصلوا المغرب. وكذا العشاء والصبح ثم الظهر ثم العصر ثم المغرب. وهكذا حتى ينقضي ذلك اليوم، وقد وقع فيه صلوات سنة، فرائض كلها، مؤداة في وقتها. أما الثاني الذي كشهر والثالث الذي كجمعة فقياس اليوم الأول أن يقدر لهما كاليوم الأول، على ما ذكرناه. (فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا الخ) أما تروح فمعناه ترجع آخر النهار. والسارحة هي الماشية التي تسرح، أي تذهب أول النهار إلى المرعى. والذرا الأعالي والأسنمة جمع ذروة، بالضم والكسر. وأسبغه أي أطوله لكثرة اللبن، وكذا أمده خواصر، لكثرة امتلائها من الشبع. (فيصبحون ممحلين) قال القاضي: أي أصابهم المحل، من قلة المطر، ويبس الأرض من الكلأ. وفي القاموس: المحل، على وزن فحل، الجدب والقحط. والإمحال كون الأرض ذات جدب وقحط. يقال أمحل البلد إذا أجدب. (كيعاسيب النحل) هي ذكور النحل. هكذا فسره ابن قتيبة وآخرون. قال القاضي: المراد جماعة النحل، لا ذكورها خاصة. لكنه كنى عن الجماعة باليعسوب، وهو أميرها. (فيقطعه جزلتين رمية الغرض) الجزلة، بالفتح على المشهور. وحكى ابن دريد كسرها، أي قطعتين. ومعنى رمية الغرض أنه يجعل بين الجزلتين مقدار رمية. هذا هو الظاهر المشهور. وحكى القاضي هذا ثم قال: وعندي أن فيه تقديما وتأخيرا. وتقديره: فيصيب إصابة رمية الغرض فيقطعه جزلتين. والصحيح الأول. (فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين) هذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق. والمهرودتان روي بالدال المهملة والذال المعجمة. والمهملة أكثر. والوجهان مشهوران للمتقدمين والمتأخرين من أهل اللغة والغريب وغيرهم. وأكثر ما يقع في النسخ بالمهملة، كما هو المشهور. ومعناه لابس مهرودتين أي ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران وقيل: هما شقتان، والشقة نصف الملاءة. (تحدر منه جمان كاللؤلؤ) الجمان حبات من الفضة تصنع على هيئة اللؤلؤ الكبار. والمراد يتحدر منه الماء على هيئة اللؤلؤ في صفائه. فسمي الماء جمانا لشبهه به في الصفاء والحسن. (فلا يحل) معنى لا يحل، لا يمكن ولا يقع. وقال القاضي: معناه، عندي، حق واجب. (بباب لد) مصروف. بلدة قريبة من بيت المقدس. (فيمسح عن وجوههم) قال القاضي: يحتمل أن هذا المسح حقيقة على ظاهره. فيمسح على وجوههم تبركا وبرا ويحتمل أنه إشارة إلى كشف ما هم فيه من الشدة والخوف. (لا يدان لأحد بقتالهم) يدان تثنية يد. قال العلماء: معناه لا قدرة ولا طاقة. يقال: ما لي بهذا الأمر يد، وما لي به يدان. لأن المباشرة والدفع إنما يكون باليد. وكأنه يديه معدومتان لعجزه عن دفعه. (فحرز عبادي إلى الطور) أي ضمهم واجعله لهم حرزا. يقال: أحرزت الشيء أحرزه إحرازا إذا حفظته وضممته إليك، وصنته عن الأخذ. (وهم من كل حدب ينسلون) الحدب النشز. قال الفراء: من كل أكمة، من كل موضع مرتفع. وينسلون يمشون مسرعين. (فيرغب نبي الله) أي إلى الله. أو يدعو. (النغف) هو دود يكون في أنوف الإبل والغنم. الواحدة نغفة. (فرسى) أي قتلى. واحدهم فريس. كقتيل وقتلى. (زهمهم) أي دسمهم. (البخت) قال في اللسان: البخت والبختية دخيل في العربية. أعجمي معرب. وهي الإبل الخراسانية، تنتج من عربية وفالج، وهي جمال طوال الأعناق. (لا يكن) أي لا يمنع من نزول الماء. (مدر) هو الطين الصلب. (كالزلفة) روى: الزلقة. وروى: الزلفة. وروى. الزلفة. قال القاضي: وكلها صحيحة. واختلفوا في معناه. فقال ثعلب وأبو زيد وآخرون: معناه كالمرآة. وحكى صاحب المشارق هذا عن ابن عباس أيضا. شبهها بالمرآة في صفائها ونظافتها. وقيل: كمصانع الماء. أي أن الماء يستنقع فيها حتى تصير كالمصنع الذي يجتمع فيه الماء. وقال أبو عبيد: معناه كالإجانة الخضراء. وقيل: كالصفحة. وقيل. كالروضة. (العصابة) هي الجماعة. (بقحفها) بكسر القاف، هو مقعر قشرها. شبهها بقحف الرأس، وهو الذي فوق الدماغ، وقيل: ما انفلق من جمجمته وانفصل. (الرسل) هو اللبن. (اللقحة) بكسر اللام وفتحها لغتان مشهورتان. الكسر أشهر. وهي القريبة العهد بالولادة، وجمعها لقح كبركة وبرك. واللقوح ذات اللبن. وجمعها لقاح. (الفئام) هي الجماعة الكثيرة. هذا هو المشهور والمعروف في اللغة وكتب الغريب. (الفخذ من الناس) قال أهل اللغة: الفخذ الجماعة من الأقارب. وهم دون البطن. والبطن دون القبيلة. قال القاضي. قال ابن فارس: الفخذ، هنا، بإسكان الخاء لا غير. فلا يقال إلا بإسكانها. بخلاف الفخذ، التي هي العضو، فإنها تكسر وتسكن. (وكل مسلم) هكذا هو في جميع نسخ مسلم: وكل مسلم، بالواو. (يتهارجون فيها تهارج الحمر) أي يجامع الرجال النساء علانية بحضرة الناس، كما يفعل الحمير، ولا يكترثون لذلك. والهرج، بإسكان الراء، الجماع. يقال: هرج زوجته، أي جامعها، يهرجها، بفتح الراء وضمها وكسرها.