أَرَاك يَزِيدُك الْإِثْرَاءُ حِرْصًا ... عَلَى الدُّنْيَا كَأَنَّك لَا تَمُوتُ
فَهَلْ لَك غَايَةٌ إنْ صِرْت يَوْمًا ... إلَيْهَا قُلْت حَسْبِي قَدْ رَضِيتُ
وَقَالَ آخَرُ:
الْحِرْصُ دَاءٌ قَدْ أَضَرَّ ... بِمَنْ تَرَى إلَّا قَلِيلَا
كَمْ مِنْ عَزِيزٍ قَدْ رَأَيْتَ ... الْحِرْصَ صَيَّرَهُ ذَلِيلَا
فَتَجَنَّبْ الشَّهَوَاتِ وَاحْذَرْ ... أَنْ تَكُونَ لَهُ قَتِيلَا
فَلَرُبَّ شَهْوَةِ سَاعَةٍ ... قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْنًا طَوِيلَا
وَقَالَ آخَرُ:
الْحِرْصُ عَوْنٌ لِلزَّمَانِ عَلَى الْفَتَى ... وَالصَّبْرُ نِعْمَ الْعَوْنُ لِلْأَزْمَانِ
لَا تَخْضَعَنَّ فَإِنَّ دَهْرَك إنْ يَرَى ... مِنْك الْخُضُوعَ أَمَدَّهُ بِهَوَانِ
وَلِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصُّورِيِّ:
لَمَّا رَأَيْت النَّاسَ قَدْ أَصْبَحُوا ... وَهِمَّةُ الْإِنْسَانِ مَا يَجْمَعُ
قَنَعْت بِالْقُوتِ فَنِلْت الْمُنَى ... وَالْفَاضِلُ الْعَاقِلُ مَنْ يَقْنَعُ
وَلَمْ أُنَافِسْ فِي طِلَابِ الْغِنَى ... عِلْمًا بِأَنَّ الْحِرْصَ لَا يَنْفَعُ
وَذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ الْخَبَرَ الْمَشْهُورَ الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُك وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ فَإِنْ غَلَبَك أَمْرٌ فَقُلْ قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، وَلَا تَقُلْ لَوْ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» وَلِلنَّسَائِيِّ فِي رِوَايَةٍ " فَإِنَّ اللَّوَّ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ " قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَعِيذُ بِاَللَّهِ مِنْ طَمَعٍ فِي غَيْرِ مَطْمَعٍ وَمِنْ طَمَعٍ يَقُودُ إلَى طَمَعٍ» وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَا شَيْءٌ أَذْهَبُ لِعُقُولِ الرِّجَالِ مِنْ الطَّمَعِ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ لِكَعْبٍ مَا يُذْهِبُ الْعِلْمَ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ بَعْدَ أَنْ عَلِمُوهُ قَالَ: الطَّمَعُ وَطَلَبُ الْحَاجَاتِ إلَى النَّاسِ.
وَقَالَ كَعْبٌ أَيْضًا الصَّفَا الزُّلْزُلُ الَّذِي لَا تَثْبُتُ عَلَيْهِ أَقْدَامُ الْعُلَمَاءِ الطَّمَعُ