للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: فِي الْيَأْسِ غِنًى، وَفِي الطَّمَعِ الْفَقْرُ، وَفِي الْعُزْلَةِ رَاحَةٌ مِنْ خُلَطَاءِ السُّوءِ.

وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ:

أَطَعْت مَطَامِعِي فَاسْتَعْبَدَتْنِي ... وَلَوْ أَنِّي قَنَعْت لَصِرْت حُرَّا

وَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: مَا الذُّلُّ إلَّا فِي الطَّمَعِ.

وَأَنْشَدَ بَعْضُهُمْ:

إنَّ الْمَطَامِعَ مَا عَلِمْت مَذَلَّةٌ ... لِلطَّامِعِينَ وَأَيْنَ مَنْ لَا يَطْمَعُ

وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: قُلُوبُ الْجُهَّالِ تُسْتَعْبَدُ بِالْأَطْمَاعِ وَتُسْتَرَقُّ بِالْمُنَى وَتُعَلَّلُ بِالْخَدَائِعِ.

وَقَالَ آخَرُ:

لَا تَجْزَعَنَّ عَلَى مَا فَاتَ مَطْلَبُهُ ... هَا قَدْ جَزِعْت فَمَاذَا يَنْفَعُ الْجَزَعُ

إنَّ السَّعَادَةَ يَأْسٌ إنْ ظَفِرْت بِهِ ... بَعْضُ الْمِرَارِ وَإِنَّ الشِّقْوَةَ الطَّمَعُ

وَقَالَ آخَرُ:

اللَّهَ أَحْمَدُ شَاكِرًا ... فَبَلَاؤُهُ حَسَنٌ جَمِيلُ

أَصْبَحْت مَسْرُورًا مُعَافًى ... بَيْنَ أَنْعُمِهِ أَجُولُ

خَلْوًا مِنْ الْأَحْزَانِ خِفَّ ... الظَّهْرِ يُغْنِينِي الْقَلِيلُ

وَنَفَيْتُ بِالْيَأْسِ الْمُنَى ... عَنِّي فَطَابَ لِي الْمَقِيلُ

وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ لِمَنْ ... خَفَّتْ مَئُونَتُهُ خَلِيلُ

قَالُوا لِلْمَسِيحِ يَا رُوحَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا عَنْ الْمَالِ فَقَالَ: الْمَالُ لَا يَخْلُو صَاحِبُهُ مِنْ ثَلَاثِ خِلَالٍ، إمَّا أَنْ يَكْسِبَهُ مِنْ غَيْرِ حِلِّهِ، وَإِمَّا أَنْ يَمْنَعَهُ مِنْ حَقِّهِ، وَإِمَّا أَنْ يَشْغَلَهُ إصْلَاحُهُ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ.

قَالَ الْحُطَيْئَةُ:

وَلَسْت أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ ... وَلَكِنَّ التَّقِيَّ هُوَ السَّعِيدُ

<<  <  ج: ص:  >  >>