كان يأخذ الرشوة ظاهراً على ما قيل، مع أنه كان يكثر الصوم والحج والعبادة، ومن العجيب أنه ولي دار الحديث الأشرفية انتزعها من الحافظ عماد الدين بن كثير مع أن شرطها أن تكون مع أعلم أهل البلد بالحديث، فمقته الطلبة وعدوا عليه غلطات وفلتات، منها أنه قال: الجهبذ فنطق بها بضم الجيم وفتح الهاء، وكان طلق الوجه كثير السكون كثير المال والسعي، وكان يكتب خطاً حسناً، ونسخ بخطه كتباً، وكان يحفظ الدرس جداً ويذاكر بوفيات وغيرها، وكان عارفاً بالأحكام والمصطلح، كثير التودد والمروءة، عاش إحدى وسبعين سنة، وأول ما ولي قضاء بلده في سنة ثلاث وثلاثين، فكان يقول: ليس في قضاء الإسلام أقدم هجرة مني، مات في رجب.
فاطمة بنت أحمد بن الرضي الطبري، أم الحسن، سمعت على جدها تساعياته وغيرها وحدثت، ماتت في ذي الحجة أو في أوائل شوال.
فاطمة بنت الشهاب أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن أبي بكر الحرازي والدها المكية ثم المدينة، سمعت على جدها لأمها الرضي الطبري الكثير، وسمعت على أخيه الصفي حضوراً، وأجاز لها الفخر التوزري والعفيف الدلاصي وأبو بكر الدشتي والمطعم وآخرون، وكانت خيرة، ماتت في شوال عن ثلاث وسبعين سنة.
فرج بن قاسم بن أحمد بن لب، أبو سعيد الثعلبي الغرناطي، برع في العربية والأصول، وشارك في الفنون، وأقرأ ببلده وأفاد، وولي خطابة الجامع بغرناطة، أخذ عنه شيخنا بالإجازة قاسم بن علي المالقي وذكر أنه مات في هذه السنة تقريباً، ورأيت له تصنيفاً في الباء الموحدة.