للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم (١) الله الرحمن الرحيم

رب يسّر وتمِّم بخير

اللَّهُمَّ صلّ وسلم على أَشرف خلقك سيدنا محمد وآله وصحبه وسلْم تسليما.

[سنة اثنتي عشرة وثمانمائة]

استهلَّت والناصر مصمّم على قصد دمشق للقبض على نائبها شيخ لكوْنه امتنع من إرسال الأُمراء الذين طلبهم منه، وقبض على رسوله لذلك وهو كمشبغا الجمالي، وكان جمال الدين الأُستادار قد جهّز ولده أَميرًا على الحاج فتكاسل بالتجهيز ليجهّز (٢) ولده قبل رحيلهم والناصر يستحثُّه وهو يُسوِّف إلى أَن تحقَّق مكره فصمّم عليه، فخرج في السابع من المحرم تَغْرى بَرْدى مقدَّم العسكر ومعه من المقَدَّمين آقِبَاي وطُوغَان وعَلَّان وإيْنَال المنقار وكَمَشْبُغَا المُزَوّق ويَشْبَك الموُسَاوِى وغيرهم من الطبلخاناة والمماليك ونزلوا بالريدانيّة.

وسعى ابن العديم في قضاء الحنفية فأُعيد إليها، وصُرف ابن الطرابلسي وكان قد قَبض نفقة السَّفر فلم يستعدها منه جمال الدين بل أَضاف إليه مشيخة الشيخونية: انتزعها من ابن العديم.

وركب الناصر من القلعة في الحادي عشر منه فرحل تغرى بردى ومن معه في ذلك اليوم، وقرّر الناصرُ أَرغون الروميَّ نائبَ الغيبة بالإصطبل ويَلْبُغا الناصري لفصل الحكومات بالقاهرة، وقررّ أَحْمَدَ بنَ أُختِ جمال الدين نائبَ غيبةٍ عن خاله في الأُستادارية، وكَزَلْ الحاجب الكبير على عادته.


(١) هذه الأسطر الثلاثة غير واردة في ظ، ولكن الوارد في هـ هو: "الثاني من إنباء الغمر تأليف شيخنا شيخ الإسلام حافظ العصر قاضي القضاة أبي الفضل شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر الكناني العسقلاني الأصل المصري الشهير بابن حجر ".
(٢) في هـ "ليحضر".