للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِالبْركة وهدمها وبناها دارًا جديدة، ورام انتزاعها من وارثه فتعصّب له جماعةٌ عند السلطان، فطلب ابنَ الَهْيصَم وأَهانه وانتزع منه المستندات التي تشهد له بملك الدار المذكورة ووقفها، وهذه الدار صارت بعد ذلك ملكًا لابن مُزْهِر، ثم بيعت بعده إلى أَن صارت لابن كاتب المَنَاخات ثم لزوجته فوقفها.

وقد تقدم ذكر استقرار تَانِي بِكْ البِجَاسى في نيابة دمشق نقلا من حلب وذلك بعد موت تانى بك مِيْق بدمشق، ثم لما كان في السنة المقبلة أَظهر العصيان فكان ما سنذكره.

* * *

[ذكر من مات في سنة ست وعشرين وثمانمائة من الأعيان]

١ - إبراهيم بن مبارك شاه الأَشْعَرْدى، الخواجا التاجر المشهور صاحب المدرسة بالجسر (١) الأَبيض، كان كثير المال واسع العطاء كثير البذْل بخلاف قريبه الخواجا شمس الدين بن المُزَلَّق (٢)، فمات هذا في رجب مطعونًا ولم يكمل الستين، وعاش ابن المُزَلَّق بعده دهرًا طويلًا (٣).

٢ - أَحمد (٤) بن رَسْلان الصَّفْطى أَحدُ (٥) من جَدَّ ومهر إلى أَن صار يستحضر الكثير من الفروع الفقهية ويباحث ويستشكل ويفهم قليلًا، وهو من كبار الطلبة بالخانقاة الشَّيخونية مات في ربيع الأَول وقد أَكمل الستين.


(١) هو الجسر الأبيض بدمشق وقد أشار إليه الأمير جعفر الحسنى في تعليقه في الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٩ وذكر أنه يعرف اليوم بجسر الصالحية على نهر ثورى؛ أما عن هذه المدرسة الأسعردية فهي من مدارس الشافعية بدمشق وهي منسوبة إلى الخواجا إبراهيم بن مباركشاه الأسعردي صاحب هذه الترجمة، وكانت تقع بالجسر الأبيض، وقد عمر بها بانيها قربة "ورتب بها فقراء ومقرئة يقرمون القرآن"، كما جاء في الدارس في تاريخ المدارس ١/ ١٥٠ - ١٥١، هذا وقد أشار الأمير جعفر الحسنى ناشر الدارس إلى أن هذه المدرسة قد درست معالمها وأصبح مكانها دورا السكن وذلك بناء على ما جاء في مخطط دهمان رقم ٩٦، انظر: نفس المرجع، ١/ ١٥٠ حاشية رقم ٤.
(٢) أمامها في هامش هم بخط البقاعي: "لكن لابن المزلق من الخانات الكثيرة والسبل التي عم النفع بها ما ليس الخواجا إبراهيم ، وأخبرني من أثق به أنه رافقه إلى مصر فقال له: إن عشت بنيت في هذا الرمل خانات ينتفع الناس بها، فقلت له: هذا صعب جدا أو متعذر من أجل عدم الحجر هنا، فقال: إنما يصعب على من لا يعلم وأما أنا فإني أعرف عنها"، وأشار لي إلى نهاية الجنوب وكنا بين الوراد والسواد جبل يقال له جبل الجلال به مدن مبنية بالحجارة المنحوتة التي يعز وجود مثلها ورحمه الله وعفا عنه".
(٣) نقل هذه الترجمة كلها الضوء اللامع ج ١ ص ١١٨ وعقب عليها بقوله: "قاله شيخنا في إنبائه".
(٤) نقل الضوء اللامع ج ١ ص ٣٠٢ هذه الترجمة عن الإنباء دون الإشارة إلى أخذه إياها منه.
(٥) بدلها في ث "أخذ عن جده".