للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سنة ست وثماني مائة]

في ثالث المحرّم وصل رسل تمرلنك الذين قدمنا ذكرهم.

وفي رابع المحرم - بعد أَن أُمْسِك (١) السالمي - قُرر ركن الدين عمر بن قايماز في الأُستادارية وتوارى ابنُ البقرى فطُلِب جمال الدين ليستقر وزيرًا فاستعفى من ذلك وصمَّمَ وأَشار بأَن يستقر [أَبو كم] في الوزارة ونظر الخاص فأَقام خمسة عشر يومًا، ثم ظهر ابن البقرى فأُعيد إلى الوزارة ونظر الخاص مضافًا إلى نظر الجيش، ثم أُرسل إلى الإسكندرية في صفر بعد أَن كان سُلم لابن قايماز فحبسه في مكان كان السالمي أَعده لحبس من يصادر وكان ابن قايماز سكن في بيت السالمي بإذنٍ من السلطان، ثم نقل السالمي إلى الإصطبل عند أَمير آخور فعرضت عليه آلات العقوبة بحضرة السلطان فكتب خطه بمال جزيل فسُلِّمَ لشادّ الدواوين ليستخلصه منه. وكانت ولايته لذلك في هذه الأَيام مضافةً إلى ولاية القاهرة والحجوبية، وشرع السالمي في بيع ثيابه وكتبه، ورفق به الوالى فحمل ما قدر عليه.

وفى الثالث من المحرّم وصلت الرسل (٢) المتوجهة بأَطلمش إلى اللنك ومعهم علمان أَخضران وهدية للسلطان وهى فيل كبير وفهدان وصقران وملبوس للسلطان على صورة الخلعة له من اللنك بأَن يكون نائبه على الديار المصرية والشامية، فدخلوا (٣) القاهرة، وكان بعض الرسل ينشر العلمين الأَخضرين بيديه وهو راكب الفيل.

ولما كان في السادس من المحرم عُملت الخدمة بالإيوان وعرضت الهدية فأَمر للرسل بالنزول في دار الضيافة ولم يخلع عليهم ولا لبس الخلعة، ومنع الناس من الدخول عليهم، ثم أذن لهم في الركوب والتعرّف في شوارع البلد والتنزّه في مواضع النزه. وكان من جملة


(١) الوارد في النجوم الزاهرة ١٢/ ٣٠٠ أنه باشر ثمانية أيام فقط، "ثم اختفى".
(٢) هؤلاء هم رسل تيمور لنك لا رسل السلطان، وأمامها في هامش هـ: "قد تكرر هذا".
(٣) عبارة "فدخلوا القاهرة" غير واردة في ظ.