للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان يحبّ الانفراد بالرياسة، مليحَ الشَّكل، جميل الصورة، شديد الزهو، يظهر التعفف، شديد العجب، مفضالًا وهابًا، وافرَ الحرْمة، كثير البذْل، واللهُ يسامحه. وكان قد بلغ من المملكة ما لم يبلغه أَحد؛ مات بعلة القولنج الصفراوى بعْد أَن صار أَميرًا بتقدمة أَلف، وتنَقَّل في الولايات من نظر الخاص والجيش والأستادارية وكتابة السرّ وغير ذلك على ما سلف من الحوادث؛ وكان يدْرى اللغةَ التّركيّة، مع الدعاء والمكر والمعرفة التَّامة بأَخلاق أَهل الدولة.

ولقد تلاعب بالدولة ظهرًا لبطن، وخدم عند الأَضداد، وعظم قدره حتى شاع أَنه لابد أَن يلى السلطنة، ولم يوجد له كثيرٌ مِن المال بل مات وعليه من الديون ما لا يدْخل تحت الحصْر.

* * *

وفى أَواخر ذى الحجة استقرّ فتح الله في كتابة السرّ عوضًا عن فخر الدين بن المزوّق الذي كان مِن جهة ابن غراب.

وفي ليلة النصف من ذى الحجة خُسف القمر في أَواخر الليل فاستمر إلى بعد أَذان الفجر.

* * *

[ذكر من مات في سنة ثمان وثمانمائة من الأعيان]

١ - إبراهيم الحنبلي الصّوّاف، برهان الدين، أَحدُ نوّاب الحكم، كان من طلبة القاضي موفَّق الدين، مات في العشرين من رمضان.

٢ - إبراهيم بن عبد الرزاق بن غراب. مضى ذكره في الحوادث.