للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي أواخره ضُربت رقبةُ نصرانىٍّ كان أسلم خوفًا من الوالى، لأنه ظُفِر به مع امرأة سلمة، ثم بدَّله بعد ثلاثةِ أيّام فارتدّ فقُتِل وأُحرِقَت جثته.

وفي سابع عشر جمادى الآخرة أُعيد دُولَات خَجَا إلى ولاية القاهرة.

* * *

[ذكر السفرة الشمالية]

في يوم الجمعة تاسع عشر شهر رجب، وهو أول يوم نزلت فيه الشمس الحمل، رَحَل السلطانُ من الرّيدانية قبل صلاة الجمعة بقدر نصف ساعة، فصلَّينا الجمعة بالقاهرة وسرنا فبتنا مع العسكر بالعكرشة، ورحل سحرًا فوصل بلبيس قبل الظهر، ورحل عند طلوع الفجر فنزل الخطَّارة (١) بعد الظهر وحَلَّ نصفُ الليل فوصل إلى الصَّالحية بعد طلوع الشمس يوم الاثنين، ثم رحل منها في تاليه -الثلاثاء- إلى الغرابي (٢) بعد العشاء بكثير، فقطع أربعة برد: بير الوالى ثم العاقول ثم بير حيوه ثم الغرابي، ورحل يوم الأربعاء وقت الزوال فوصل قَطَيَا بعد العصر، والأثقالُ بعد المغرب، وأقام إلى أن رحل منها بكرةَ يومِ الجمعة فوصل السوادة (٣) بعد العشاء وهى ثلاثة: معن (٤) ثم المُطَيْلِب (٥) ثم السّوادة، ثم رحل


(١) يوجد في مصر أكثر من مكان باسم "الخطارة"، على أن الموضع المقصود في المتن هو قرية قديمة من أعمال محافظة الشرقية، راجع القاموس الجغرافي ق ٢ ج ١ ص ١١٢.
(٢) الغرابي من البلاد المندرسة بين مصر وغزة، وقد ذكر المرحوم محمد رمزى فى القاموس الجغرافي ج ١ ص ٨٩ أن البحث دله على أن مكانها اليوم حوض أبو غرب في رمال دبة الغرابيات على بعد أحد عشر كيلو مترا بأراضي قسم سينا الشمالي.
(٣) السوادة من محطات البريد بين مصر والشام على طريق فاقوس وتعرف باسم ناحية سوادة، انظر القاموس الجغرافي ١/ ٧٢.
(٤) معن قرية من قرى محافظة الشرقية ولكنها اندثرت، وقد ذكر محمد رمزى أن تحرياته دلته على أن مكانها اليوم تل الجارودية بناحية التريزية بمركز منيا القمح، انظر القاموس الجغرافي ج ١ ص ٤١٢.
(٥) المطيلب محملة من محلات البريد بين مصر وغزة، انظر القاموس الجغرافى ١/ ١١٢.